قد يمر بالإنسان ساعات من توقّع مكروه لا طاقةَ له به، تضيق فيها نفسُه، وتُظلم فيها روحُه، وكأنه يتنفّسُ من ثقب إبرة، وقد خلتْ ساعتُهُ من الرجاء خُلُوَّ الليلِ من ساعات النهار، وأصبح في مزاولة أمر دنياه كعاصر الحجر يريدُ أن يشربَ منه..!! ثم يضيء شيءٌ من الإيمان في نفسه، فيذكر أنّ له ربًّا لا يقعُ في ملكهِ إلا مرادُه، وهو القادر الذي يجيرُ ولا يُجارُ عليه، فيتسع رجاؤهُ في عفوه وعافيته، وتُشرقُ روحُه، ويطمئن قلبُه.. هذا بعض ما نفهمه من قوله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).. بلى.. تطمئنّ..