اجتمعت البشرية على هدف واحد خلال جائحة كورونا وهو القضاء على هذا الفيروس القاتل، فتوحد البشر في استنفار عالمي من أجل مجابهة انتشار هذا الفيروس. اختفت حواجز الجغرافيا والجنسية، وكل ممارس صحي باشر العمل من أجل إنقاذ البشرية، وها هم جميعاً ومن نفس الخندق يقاتلون من أجل القضاء على هذا الفيروس المستجد والمستبد بالبشرية جمعاء.
ونحن في السعودية -مملكة الإنسانية- وكما تعلمنا أن الاهتمام والرفق بالجميع بصرف النظر عن اختلافاتنا هو من أسمى درجات الإنسانية ولنا كل الفخر أن لنا طلاباً وطالبات طب هم ملائكة الرحمة موجودون في أصقاع الأرض المختلفة لم يتهاونوا ولم يتخاذلوا عن مد يد العون للمجتمعات التي يعيشون فيها وقاموا بدورهم البطولي والنبيل في خدمتهم.
يكافح الأطباء السعوديون جائحة كورونا في عدد من الدول الإقليمية والعالمية، وعلى الرغم من تخصيص منصة “حضن” التي اطلقتها وزارة الخارجية السعودية بناءً على الأمر الملكي الكريم لترتيب عودة من رغب من السعوديين الى أرض الوطن، إلا أن هؤلاء الأطباء وفي موقف إنساني عظيم آثروا البقاء في الدول التي يتواجدون بها، وهذا دليل على إحساس الأطباء السعوديين العالي بحجم المشكلة وبقائهم.
إن الاحصائيات تشير أن هناك 6247 طبيباً موزعين على 27 دولة حول العالم، إن للتعاون بين الوزارات الحكومية المعنية دوراً كبيراً في العمل على استغلال هذه التضحيات لأبنائنا وإظهار صورة أجمل وقيمة أفضل وأرقى للإنسان السعودي المحب للبشرية والذي لم ولن يتوانى عن دفع الأذى عن أخيه الإنسان، كائناً من كان، والحفاظ على سلامة وصحة المجتمعات الإنسانية، وكذلك العمل على نشرها في إعلام تلك الدول التي يساهم فيها أبناؤنا الأطباء وبقوة، لقد أتت الفرصة إلينا في هذه الجائحة من أجل نقل صورة حقيقية عن المواطن السعودي وأخلاقه، لذا نشد على سواعد كل الجهات المختصة والقادرة على نقل الصورة الحقيقية عنا، وإزالة آثار ما يقوم به المغرضون والحاقدون من الانتقاص من الشعب السعودي، والطرق لها بسيطة وسهلة وغير مكلفة لأن القصص التي تنقل هي قصص بطولية حقيقية وموجودة في الدول التي نرغب أن نقول لهم: هذا هو السعودي الحقيقي الذي لربما لا تعرفون عنه الكثير.
إن المعركة مع الوباء حامية ومستعرة، وفي كل يوم تواجه البشرية التحدي الأصعب فإما التعاون للبقاء أو الاختلاف فنصبح عدماً، ونحن على ثقة بأن تكلل جهود المملكة برئاستها لمجموعة العشرين بالنجاح، وفي رأب صدع الاختلافات.
عظيم الامتنان والشكر لأبنائنا الأطباء والممارسين الصحيين الذين يسطرون أسمى معاني الإنسانية للعالم المتحضر وجعلونا نشعر بالفخر والاعتزاز لتذكيرهم العالم أننا كنا وما زلنا مملكة للرحمة والإنسانية.
المشاهدات : 2837
التعليقات: 0