تعتبر القراءة نافذة مفتوحة على العالم الخارجي للفرد، فهي وسيلة لاكتساب المعلومات والخبرات، وهي الأساس لكل عملية تعليمية، فالتعثر فيها تعثر في كافة ميادين التعلم الأخرى.
والقراءة عملية تفاعل متكاملة فيها يدرك القارئ الكلمات بالعين ثم يفكر فيها ويقرؤها حسب خلفيته وتجاربه السابقة، ويخرج منها بأفكار وتعميمات جديدة وتطبيقات عملية.
ويهتم العالم اليوم بالقراءة، على الرغم من تعدد الوسائل الثقافية الحديثة، ولكنّ القراءة تتفوق عليها؛ لما تمتاز به من سهولة وسرعة وحرية وعدم تقيد بزمان ومكان محدد، ويكفي للتدليل على أهميتها حث الإسلام عليها، فقد جاء الأمر الإلهي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في أول آية قرآنية أنزلت “ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ١ خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ٢ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ٥” (سورة العلق من آية 1-5).
والمجتمع القارئ مجتمع راقٍ تبدو فيه الوحدة الفكرية والثقافية بين أفراده، وكثير من قيمه ومثله إنما تكتسب أو تعدل في بعض جوانبها عن طريق القراءة.
وتمثّل البيئة الصفية والمدرسية بيئة محفزة للقراءة من أجل تحقيق مستويات أعلى من مهارات القراءة والفهم القرائي، ولكنّ السؤال الذي يطرح من قبل المهتمين بالتعليم لماذا نلاحظ تقدّم بعض المتعلمين في القراءة وتأخّر بعضهم؟ والإجابة الحقيقية تحتمل عدة خيارات منها: قدرات فطرية، التهيئة السابقة أو البيئة.
ورغم التوجهات التربوية في معالجة الضعف القرائي إلا أن هذه الجهود لم تصل إلى المستوى العلاجي العلمي والدقيق للمشكلة، فالمعالجات التي تتم في المدارس هي جهود فردية من معلمي ومعلمات الصفوف الأولية واللغة العربية، وتُرك الموضوع على المعلم، وهنا تحصل الفروقات بين المعلمين في فاعلية البرامج العلاجية.
فنحن نحتاج إلى أساس قوي لأطفالنا من الصغر في الاهتمام بالقراءة وتنمية حب القراءة، فالبداية من الأسرة، ومن ثم يأتي دور المعلم لتنمية مهارات القراءة والفهم لدى المتعلم من خلال أنشطة وبرامج مختلفة.
ووجود المكتبات في المدارس أمر رئيس ينبغي ألّا نغفل عن أهميته في رجوع المتعلم لها في أوقات الفراغ والنشاط، وتشجيعه على القراءة والاطلاع والبحث يساعد على تنمية مهارات المتعلم القرائية.
ونحن نحتاج إلى توعية أولياء الأمور بأهمية القراءة ومهاراتها وتفعيل دورهم في التكاتف يداً بيد مع المعلمين والمعلمات من أجل تجاوز الضعف في هذه المهارة.
المشاهدات : 1229
التعليقات: 0