من الأمور التي لم أعد أفهمها في الحياة هو عندما أرى إنسانا يتعامل مع الآخرين بطيبته ويقال عنه “مسكين على نياته”، بصراحة لا أفهم كيف أصبحت الطيبة شيء ينظر إليه بنظرة الشفقة، وكأنها من السمات المنبوذة التي لا يجب أن يتحلَى بها الإنسان المعتدل، ما يحدث اليوم بين البشرية أصبح يستدعي إلى أن نطرح العديد من التساؤلات من بينها لماذا تحولت الطيبة من خصلة حميدة إلى خصلة مهينة ؟ وما هو المنطق الذي استند عليه هؤلاء البشر ليغيِروا المعنى الحقيقي لجوهر هذه المفردة ؟ ليس هناك تفسيرا لما يحدث سوى أن النفوس البشرية أصبحت لا تؤمن بالنقاء، ولذلك عندما يتواجد أحد هؤلاء الأنقياء القلة يكون الأمر بالنسبة للآخرين فيه شيء من الريبة، لا أخفيكم أن هذا الأمر أصبح يخيفني يوما بعد يوم فأنا لم أعد أعلم إن كنا بعد سنوات بسيطة سنبقى بمسمى البشر أم سنتحول إلى وحوش مثلا، وليس هناك ما يستدعي لأبرر خوفي فملامح حياتنا اليوم هي أكبر دليل على ما أقول ، إن أردنا أن تستمر الحياة البشرية فعلينا أن نتكاتف في ترسيخ المفاهيم الإنسانية وأن لا نسمح لأحد أن يقلل منها بأي شكل من الأشكال ، إن تقديس الإنسانية لا يقل شأنا أبدا عن تقديس الأديان أو الطوائف لأنها الوحيدة التي تجمع الأضداد فيما بينهم.
المشاهدات : 2076
التعليقات: 0