لو سألك أحدهم ما هي الحضارة ؟ ما هو الجواب الذي قد تقوله إليه ؟ هل ستقول أنها عكس البداوة وتكتفي ؟ أم ستقول أنها الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي يقوم به شعب معين في حقبة من التاريخ ؟ كل الإجابات السابقة لو استخدمتها ستكون صحيحة ومقنعة لأنها تعاريف متداولة بين الأوساط الاجتماعية، ولكن هل فكرت بأن تخرج بتعريف جديد للحضارة كما فعلت عالمة علم الإنسان أو كما يسمونه “الأنثروبولوجيا” مارغريت ميد والتي عرفت الحضارة بشكل مختلف، في يوم من الأيام كان لديها محاضرة جامعية ستلقيها على مجموعة من الطلاب والطالبات وسألتها إحدى الطالبات ما هي أول علامة على الحضارة في ثقافة ما ؟ قالت ميد “إن أول علامة على الحضارة في ثقافة قديمة هي إثبات وجود شخص شفي من كسر في عظم الفخذ، في مملكة الحيوان لو كسرت ساقك على الأغلب ستموت ولن تنجو من خطر الحيوانات المفترسة، ولكن لو تم شفاؤك فهذا دليل على أن شخصا ما قضى وقته في البقاء معك وانتظر كسرك يجبر واعتنى بك حتى تتعافى، مساعدة شخصا ما في مواجهة الصعوبات هي نقطة انطلاق الحضارة”، اختصروا جواب الحضارة وقولوا هي تكاتف المجتمع.
المشاهدات : 814
التعليقات: 0