🖋️نستقبل في هذه الأيام “الإجازة الصيفية” وهي نوع من الفراغ الذي يجب أن نحسن القيام باستثماره فيما يعود علينا بالخير والفائدة .
فالقلوب تحتاج إلى راحة ، والنفوس تحتاج إلى شيء من الاستجمام ، لقوله صلى الله عليه وسلم لحنظلة رضي الله عنه “يا حنظلة ساعةً وساعة “.
🔹ما يجب فعله في الإجازة :
١- القضاء على الفراغ : بكل مايعود على الانسان بالخير والفائدة في دينه ودنياه ، واستثمار صحته وقوته بالعمل فيما يقربه من الله تعالى ، لقول رسول الله ﷺ : «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ».
فكثرة الأعمال وتراكمها والإنهماك بها والحرص على لملمة شتاتها أفضل بكثير من دقيقة واحدة يعيش فيها الإنسان بين البطالة والفراغ .
إن الدقيقة في الفراغ ندامة
ومصيبة عند الورى سوداء
٢- إلحاق الأبناء في النوادي الصيفية : والتي تتضمن مجموعة من الأنشطة الدينيَّة والتربوية والثقافية والاجتماعية الهادفة والمتنوِّعة .
٣-إلتحاق بالدورات الخاصة لحفظ القرآن والسنة : فهناك دورات تقدمها جهات مختلفة لتعليم وحفظ القرآن الكريم ، سواء كانت عبر الإنترنت أو في مراكز التحفيظ .
٤- تنمية المهارات الفردية : فلابد من استغلال فترة الإجازة الصيفية للتفرغ واكتساب مهارات جديدة ، كتعلم الحاسب الآلي ، وتعلم بعض اللغات ، والخط والرسم ، والرياضة وغيرها .
٥- حضور الدورات التدريبية بأنواعها : مثل الدورات الإدارية ، والإعلامية ،والأسرية ، والاجتماعية .
٦- زيارة الأقارب وحضور الولائم : فإن الإجازة الصيفية فرصة سانحة لاستجابة الدعوات ، وزيارة الأقارب ، والأصدقاء ، وإدخال السرور والبهجة عليهم واداء لحقهم ، لقول رَسُولُ اللهِ ﷺ : “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْوَلِيمَةِ فَلْيَأْتِهَا” .
٧- السفر والتنزه مع الأبناء : فالسفر والتنزه فرصة للتسلية وإبعاد السأم والملل عن الأبناء ولمشاهدة آيات الله في أرضه والتعرف على الشعوب ، والقبائل ، وعاداتهم ، وكذلك لتعزيز الروابط العائلية واكتسابهم لخبرات جديدة ، ومعلومات مفيدة .
تغرب عن الأوطان في طلب العلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـرج هـم واكـتـسـاب معيـشة
وعـلـمٌ وآدابٌ وصـحـبـةُ مـاجـد
🔸محاذير الإجازة :
١- إهمال الأبناء : فالمحافظة على الأبناء ورعايتهم والاجتهاد في إصلاحهم وإبعادهم عن الفساد وأهله مقدمة ضرورية لاستقامتهم وصلاحهم .
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) .
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
٢- كثرة النوم : فالإفراط في النوم يؤدِّي إلى إضاعة الصلوات ، وإهدار الأوقات ، وله عدة سلبيات ،مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن ، ومشاكل نفسية كالاكتئاب والقلق ، بالإضافة إلى مشاكل في الذاكرة والتركيز .
٣- التكاسل وكثرة الخمول : ومن أسبابه قلة النشاط البدني ، والإفراط في تناول الطعام مما يؤدي الى زيادة الوزن والشعور بالخمول والضعف ، والتوتر والقلق .
دَعِ التَكَاسُلَ في الخيراتِ تطلبها
فليسَ يسعدُ بالخيراتِ كسلانُ
٤-تشتيت الإجازة : فلا بد من وضع خطة ، أو جدول أسبوعي يشمل الأنشطة المتنوعة مثل القراءة بأنواعها ، وممارسة الرياضة والترفيه ، والزيارات العائلية.
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – : “إضاعة الوقت أشد من الموت ؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها”.
ومشتت العزمات يقضي عمره
حيران لا ظفر ولا إخفاق
٥- الإسراف : وهو إهدار وإضاعة للوقت فيما لا ينفع ، سواء كان ذلك في اللهو أو الكسل أو الانشغال بأمور غير مفيدة ، وإسراف في المال والسهر الكثير .
وختاماً “فالإجازة الصيفية” ليست مجرد وقت للراحة والإستجمام فقط ؛ بل هي مساحة واسعة ومتنوعة يمكن استغلالها لبناء الذات ، وتنمية المهارات ، وتعزيز العلاقات الاجتماعية.
وذلك بتحويل الإجازة إلى وقت مثمر ملئ بالمتعة والفائدة وبالذكريات الجميلة في كل مكان ، سواء كنت في المنزل ، أو خارج البلاد ، أو في مزرعة أو منتجع ، ثم تذكّر أن المتعة لا تحتاج إلى ميزانية كبيرة ، بقدر ماهي بحاجة إلى نية حقيقية لاستثمار الوقت ، والوعي بأهمية كل ساعة تمر من عمرك أيها القارئ الكريم .
🔘 *إضـــــــ💡ــــــــاءة*:
أفضل استثمار للإجازة الصيفية هو استغلالها في تطوير الذات والترفيه المفيد بما يعود عليك بالعلم والمعرفة والخبرة والمهارة .
