مما لاشك فيه أن دور الجامعات أصبح رمزاً ومرآةً تعكس صورة التطور والرقي في البلد، وتعبّر عن مستوى التعليم فيه.
ومن هنا أصبح من الضرورة الاهتمام بهذا الدور لشدة تأثيره على رسم المستقبل، وبما أن للجامعات مساهمة أساسية في تنمية بلدانها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والفكرية باعتبارها من أهم مرتكزات جودة الحياة لذلك يجتهد القيّمون عليها في صياغة رسالة الجامعة التعليمية، والتي تحدّد أهدافها العليا.
ومهما اختلفت هذه الصيغ إلا أنها تجمع على أن أسمى أهداف الجامعات تتركّز في ثلاث أهداف رئيسة:
أولها: تأمين تعليم جيد ينتج مخرجات نوعية من المؤهلين لتلبية حاجات مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
وثانيها: النهوض بعملية البحث العلمي والابتكار في شتى المجالات.
وثالثها: المساهمة في خدمة المجتمع؛ من خلال التفاعل بين الجامعة والمجتمع، وإسهام الجامعة في المشاركات الفكرية والمبادرات النوعية ذات الطابع المؤسسي واحتضانها والقيام على رعايتها.
وما تقوم به جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الطائف بتبني معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال وأكاديمية الشعر العربي لهو مثال على الدعم غير المحدود والمستمر من قيادتنا الرشيدة – حفظها الله – للعملية التعليمية والثقافية من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمين الاميرمحمد بن سلمان حفظهم الله، حيث يهدف معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال بجامعة الملك عبدالعزيز إلى إجراء البحوث الميدانية المتخصصة في مجال نشر ثقافة الاعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف، وتعزيز قيم الاعتدال وروح الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، ورفع وعي المجتمع وثقافته تجاه الأفكار الضارة بكيانه واستقراره، مثل الإرهاب والتطرف والغلو.
وتعد أكاديمية الشعر العربي ومقرها جامعة الطائف حاضنة للشعر العربي ودعمه؛ عبر تنمية الإبداع الشعري وتعزيز دور القصيدة في الثقافة العربية المعاصرة، وتنظيم مختلف أنواع البرامج التدريبية وورش العمل والمحاضرات لذلك، وتوثيق الظاهرة الشعرية العربية المتفردة بكل أشكالها وألوانها المعززة للغة والثقافة العربية.
الجدير بالذكر بأن هاتين المبادرتين النوعيتين تحظى بمتابعة ورعاية من لدن مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة – حفظه الله – ، والذى لا يألو جهدا في دعم الحركة الثقافية والإبداعية داخل الوطن وخارجه.