عندما نعود بالذاكرة إلى ماقبل ثلاثة عقود تقريباً كان السلوك البدني والغذائي لدى أفراد المجتمع مختلف كثيراً عما هو عليه الآن، كان الناس أكثر حركةً وأكثر نشاطاً، كان الشباب والأطفال يمارسون لعب كرة القدم والألعاب الشعبية بصورة شبه يومية داخل الحي وكان أغلب الطلاب يذهبون إلى مدارسهم مشياً على الأقدام، كان الكبار يتزاورن فيما بينهم داخل الحي دون الحاجة إلى استخدام وسائل المواصلات، كانت العائلات تخرج في نزهات برية وإلى الحدائق العامة باستمرار مما كان له الأثر الإيجابي على نشاطهم وصحة أبدانهم، ولكن مع التقدم التقني والثورة التكنولوجية التي حدثت في العالم في العقود الأخيرة تبدل الحال وتغيرت معه الكثير من الممارسات السابقة وبدأت تقل شيئاً فشيئاً، ظهرت القنوات الفضائية فزادت المدة التي يقضيها أفراد المجتمع أمام التلفاز ثم أتى الإنترنت فأصبحت له حصة إضافية من وقت الفرد يقضيها أمام شاشة الحاسوب وتزامن ظهوره مع ظهور الألعاب الألكترونية ومن ثم أتت الهواتف الذكية التي استحوذت على الحصة الأكبر من وقت الفرد بما تحتويه من مواقع تواصل وألعاب وتطبيقات تسوق وغيرها الكثير من التطبيقات فأصبح الشخص يتسوق من المنزل بدلاً من الذهاب إلى السوق وأصبح يشتري مستلزمات منزله وطعامه من خلال التطبيقات بدلاً من الخروج لشرائها وأصبح ينهي معاملاته وأشغاله دون أن يغادر منزله
لا ننكر أن جميع ماسبق ذكره له الكثير من الجوانب الإيجابية ولكن في المقابل أيضاً كانت له جوانب سلبية ومن أهم هذه الجوانب السلبيه هو الأثر البدني السيء الذي تمثل في حالة الخمول البدني الذي أدى بدوره إلى الضعف الجسدي وزيادة في معدلات السمنة وضعف المناعة وغيرها من المشاكل الصحية .
التقدم والتطور التقني الذي يشهده العالم لايمكن إيقاف وتيرته المتسارعة ولكن الأمر الذي يمكننا فعله حيال هذا الأمر هو العمل على التوعية بتغيير نمط سلوكنا من خلال الإستفادة من الوقت لينعكس علينا بشكل إيجابي من الناحية البدنية وعلى صحتنا بشكل عام وهنا يمكن أن نقول ( الرياضة هي الحل ) ويمكن تحقيق ذلك من خلال بعض الممارسات المفيدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
* الإشتراك في الأندية والمراكز الرياضية التي أصبحت متاحة في أغلب الأحياء .
* ممارسة كرة القدم مع الأقران في الحي أو من خلال الملاعب الحديثة المتوفرة في الأحياء .
* ممارسة رياضة المشي بإنتظام ولا يكاد يخلو حي أو شارع رئيسي من ممشى مهيأ لممارسة هذه الرياضة .
* ممارسة الرياضة داخل المنزل سواءً بواسطة الأجهزة الرياضية أو بدونها .
* عند ذهابك للعمل أو للشراء من أحد المحلات أو مراجعة جهةٍ ما أو زيارة شخص ما حاول أن تقف بسيارتك في مكانٍ بعيد عن المكان الذي تريده وأكمل مشوارك إليه مشياً على الأقدام