الكاتبة / أميرة خطيري
المدينة المنورة
حياتنا اليوم تسير بايقاع سريع ونمط متهورلم يسبق له مثيل .
أصبحنا لا نذكر شيئا من أحداث ساعة مضت ،رغم تذكرنا لأحداث مضت قبل عشرآت الأعوام ( والسبب في ذلك صفاء أذهاننا في الماضي دون التشويش عليها بامور أخرى كبرامج السوشل ميديا اليوم ).
كما أصبحت صدورنا تضيق عند قراءة (10) أسطر من كتاب الله أو موضوع ديني أو ثقافي اوقراءة الكتب بصفة عامة .
أصبحت قراراتنا سريعة ومشاعرنا وعلاقاتنا سطحية جدا ، ونمر على محدثات الحياة كمرور قطار سريع لانرى من نافذته إلا خيالات الأماكن والبشر .
كل هذا وذاك كان كفيل به ذالك المحمول اليدوي الذي أتلف الذاكرة والبصر وأصحبت النفوس في توحد وغربة وحيث العجلة وعدم التأني من سمات تلك الشخصيات .
فنجد عند التنقل بين برامج المحمول كمية كبيرة جدا من الأخبار المختلفة سياسة إقتصاد طبخ أزياء فن رياضة أطفال … الخ والكثير من الصور والفديوهات للمشاهير وغيرهم وهم يستعرضون أدق تفاصيل حياتهم والتي لأتفيدنا ولا بقدر حبة السمسم في حياتنا الخاصة ، بل تجلب لنا الكثير من المشاكل حيث تشتت أفكار من هم قاصرو العقل بمسمى الحضارة والتطور .
ومن التأثير السلبي أيضأ في سرعة التنقل بين البرامج أن الوقت يمضي كسرعة قطار يمضي دون كوابح توقفه .
والخسائر تتوالى وأهمها خسارة أنفسنا ووقتنا والذي سيسألنا عنه ربنا يوم القيامة وعن كل نعمه رزقنا إياها فيما أفنيناها .
فحديث نبينا محمد عليه السلام يقول: ( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن عمله فيم فعل فيه ، وعن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ) .
أيضا قد أوصانا خالقنا في كتابه الكريم في معظم أياته بالتأمل والتدبر في مخلوقاته ومعجزاته وفي أنفسنا أيضا ومحاسبة النفس قبل أن يحاسبها خالقها .
إحذرواهذا القطار ، فسرعته مخيفة لاأمان لها فقد نصل للنهاية دون التنبأ بها .