يعد التعليم من أهم أسباب رقي الأمم وتطورها وازدهارها، وقد كان العامل الأول في أكثر من قصة نجاح على مستوى الدول، مما جعل الدول التي ترغب في النمو والتطور توليه اهتماماً كبيراً ضمن بقية اهتماماتها. وتعد المناهج من الأركان المهمة في العملية التعليمية التي تنال قدراً كبيراً من الاهتمام من قبل التربويين، والمهتمين بالشأن التربوي، مما يتطلب معه الأمر إلى إفراد العديد من الدراسات عن المناهج وواقعها. وهنا أسلط الضوء على واقع تطوير المناهج بالمملكة من خلال النقاط التالية:
مفهوم التطوير
التطوير في اللغة هو التغيير أو التحويل من طور إلى طور. وكلمة تطور تعني ” التغير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها “ويعني أيضاً التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه ”
تعريف تطوير المنهج
عملية صنع قرارات منهجية ومراجعة نتائج هذه القرارات على أساس تقويم مستمر ومتتالي.
تعريف المنهج
هناك عدة تعريفات للمنهج؛ ويمكن تقسيمها إلى مجموعة التعريفات التقليدية للمنهج والتي تعرفه على أنه: المواد الدراسية المنفصلة، أو محتوى المقرر الدراسي. بينما تعرف مجموعة التعريفات الحديثة المنهج بأنه: الخبرات التعليمية، أو أنماط التفكير الإنساني، أو الغايات النهائية التي نسعى لتحقيقها، أو أنه خطة عمل تربوية مكتوبة، أو أنه نظام إنتاج.
نظرة تاريخية في تطوير المناهج في المملكة العربية السعودية
تجربة المديرية العامة للمعارف في بناء المناهج تجربة بسيطة غير معقدة، يتضح فيها الاستفادة من المناهج المصرية، مع التغيير البسيط والتحوير الضئيل عليها، وعدم وجود معايير علمية يتم البناء على أساسها وعدم ارتباط المناهج بالخطط العامة وبالتغيرات والتوقعات المستقبلية، ولم تربط بتطلعات وآمال واحتياجات المجتمع إلا أنها تبقى تجربة جيدة في ضوء الإمكانات المتاحة وعدم وجود الخبراء والمختصين الوطنيين.. إلخ تلاها مراحل متعددة كان التطوير فيها طفيفا ومتباعداً حتى أتت فترة ة الأعوام 1418 هـ – 1425 هـ اتجهت الوزارة منذ ذلك العام بفتح قنوات اتصال مباشرة مع المعلمين، والمشرفين وقادة المدارس وآراء المجتمع وآماله للأخذ بمرئياتهم حيال تطوير المناهج الدراسية ومن بين تلك الأفكار إدخال عناصر مهمة في المناهج الدراسية والمقررات تعني بتكوين شخصية الطالب واعتمد أسلوباً جديداً في التأليف والمراجعة والتقويم وإخراج الكتاب المدرسي بصورة علمية تربوية وكانت وزارة التربية والتعليم بتواجه بعض الانتقادات من بعض الجهات والخبراء في مجال بناء المناهج، بدأت مؤخرا في الالتفات لبعضها بل أصبحت تطالب الميدان التربوي أحياناً بآرائه وتطلعاته المستقبلية في بناء المناهج الدراسية. ونتيجةً للمراجعات العديدة التي تجريها وزارة التربية والتعليم لمناهجها الدراسية، فقد توصلت إلى مشروعين كبيرين، الأول: يعنى بالتقويم الشامل للمنظومة التعليمية، والذي اشتمل معه تقويم المناهج الدراسية الذي تمخض عنه المشروع الكبير الآخر الخاص بإجراء عمليات التطوير الجزئي والشامل للمناهج الدراسية.
وفي الوقت الحاضر أهم ملامح التطور في المناهج والكتب الدراسية ما يلي:
· دمج وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي في وزارة واحدة هي وزارة التعليم بقرار ملكي كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله يؤمل من ورائه تطوير التعلم بشكل متكامل في المملكة.
· مواءمة الكتب الدراسية لتكون صالحة للبنين والبنات بدلاً من الكتب السابقة حيث كانت هناك كتب للبنين وأخرى للبنات.
· تفعيل استخدام التقنية وربطها بالكتب الدراسية ودمجها في عملية التعليم والتعلم.
· جعل المتعلم هو محور التعلم حيث تركز الكتب على التعلم الذاتي وتنمية مهارات التفكير المختلفة وحل المشكلات
· تركز المقررات على المهارات الأدائية من خلال العمل والممارسة الفعلية للأنشطة، وربط المعلومات والتعلم بالحياة الواقعية.
· تحقيق التكامل والترابط بين المواد الدراسية رأسياً وأفقياً، حيث تم دمج بعض المواد كاللغة العربية بفروعها المختلفة، القواعد، والنصوص الأدبية والإملاء والإنشاء أو التعبير والخط في مادة واحدة، وكتاب يسمى (لغتي) في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، و(لغتي الجميلة) في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، و(لغتي الخالدة) في المرحلة المتوسطة ودمج مادتي السلوك والفقه في الصفوف الأولية، ودمج مادة الحديث والسيرة في كتاب وكذلك دمجت مادتي القرآن الكريم والتجويد بالصفوف العليا بالمرحلة الابتدائية، ومادة القرآن الكريم وتفسيره بالمرحلة المتوسطة. ودمج مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية في كتاب مدرسي واحد وهو كتاب التربية الاجتماعية والوطنية في المرحلة الابتدائية، وقلصت حصصها إلى حصتين بدلاً من ثلاث حصص، وفي المرحلة المتوسطة تسمى الدراسات الاجتماعية والوطنية وقلصت حصصها من خمس إلى ثلاث حصص أسبوعياً
· تضمين الكتب الدراسية القيم الإسلامية والمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية اللازمة للتعلم وللمواطنة الصالحة والعمل المنتج والمشاركة الفاعلة في تحقيق برامج التنمية والمحافظة على الأمن والسلامة والبيئة والصحة وحقوق الإنسان.
· تأليف كتاب للتربية الفنية والمهنية وأخر للتربية البدنية، حيث إن هذا المقرر أفتقد للكتاب المدرسي أغلب سنوات إقراره.
· إدخال مادة الحاسب الآلي بالمرحلة المتوسطة.
أخيراً: نسعى لمناهج متطورة تلبي الطموح في ظل رؤية طموحة 2030