افتتح صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية رئيس الاتحاد السعودي للهجن، ورئيس جامعة الطائف المكلف الدكتور خالد بن عبدالله السواط، المعرض والجلسات الثقافية المقامة على هامش مهرجان ولي العهد للهجن.
وشملت الفعاليات معرضًا ثقافيًا متنوعًا في أركانه التي تحمل صورًا تاريخية قديمة للهجن في المملكة وأعمالًا فنيه تشكيلية، وخمس جلسات تخصصية أتى في مقدمتها ” الإعلام الرياضي المتخصص، إعلام الهجن”، إضافةً إلى جلسة بعنوان “حضور الهجن في الشعر العربي”، وعن” الهجن في الموروث الثقافي السعودي”، و “الهجن بين الرياضة والاقتصاد والتقنية الحديثة” و “الهجن من منظور رياضي”.
وقدم متحدثو ملتقى جامعة الطائف بالتعاون مع الاتحاد السعوديِّ للهجن معلوماتٍ تاريخيةً وحضاريةً عن الهجن، في أحداث سيرته العريقة منذ أمد بعيد، ونماذج من الصلات العلمية بين الإنسان والهجن، حيث تناول الأكاديميون معلومات عن الهجن وتراثه القديم الذي خلَّفته الإنسانية المتعاقبة في تطوير اهتماماته، وما تمتلكه هذه الرياضة من تراث ثقافي وقصص وأحداث ومشاهد قديمة وثرية مازالت حاضرة للهجن على أرض الجزيرة العربية.
واستهلت الجلسة الأولى من الملتقى الثقافي في محورها الأول، بحديث المهتمين في الإعلام الرياضي المتخصص، إعلام الهجن ، وتقديم نماذج من الصلات العلمية عن الإعلام الرياضي والدور الفكري والثقافي هي الميدان الأرحب للهجن في تكوين وتطوير أساليب الأعلام الرياضي والأحداث الرياضية الثقافية بأنها ليست ترفيهية فقط، بل هي من أدوات تشكيل الوعي بالهوية الجمعية والفردية، لما يشكِّله إعلام الهجن من صور حدثية معرفية بارزة ليصبح محل تداول ومشاهدات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل المحلية والعالمية، وأكمل المحور الثاني حلقة تاريخ الهجن في المملكة العربية السعودية، ودور المرأة في الاهتمام بالهجن موروثًا ثقافيًّا ضاربًا في أعماق الزمن وما لهما من ماضٍ عريق، وحضارة زاهية، وأمجاد بالغة الأهمية.
كما تناول المتحدِّثون الأكاديميون من داخل قبة الملتقى في جامعة الطائف دور العديد من محركات المشهد الثقافي السعودي لموروث الهجن، وتسليط الضوء على أهم هذه المحركات الجلية والمؤثِّرة، ومن أهمها الهجن في الموروث الثقافي السعودي الذي تحدث فيه أستاذ التاريخ والآثار المشارك الدكتور محمد التونسي بورقة علمية عن المدلولات الأثرية لرسوم الهجن الصخرية في الطائف، متناولاً تأصيلًا تاريخيًّا لكلمة الهجن في النصوص العربية القديمة ( خط المُسند العربي القديم )، وكذلك العديد من الرسوم الصخرية التي تؤرخ لتاريخ الهجن العربية الأصيلة في الطائف حيث تؤرخ تلك الرسوم الصخرية بحسب الدراسة العلمية بالقرن السادس قبل الميلاد مما يعني أن تاريخها يعود لأكثر من ألفين وست مئة عام مضت، حيث ظهرت الرسوم الصخرية في وصفها رشيقة ذات رقبة طويلة وعدم امتلاء البطن وتتمتع بسيقان طويلة تميل بجسدها إلى الأمام، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم الصخرية عرضت في وادي قرن والهدا وعكاظ وقلعة العرفاء، حتى أصبحت تمثل منصات تواصل اجتماعي في الحياة العربية قبل الإسلام مما يؤكد شغف الإنسان العربي بالهجن منذ آلاف السنين.
بدوره تناول الأستاذ المشارك بقسم هندسة الحاسب بالجامعة الدكتور فارس المالكي عن الممكنات التقنية في المجال الرياضي وسباقات الهجن أنموذجًا، مشيرًا إلى أنه في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المملكة وفق التطورات الصناعية ومرتكزاتها التي ألقت ولازالت تلقي بتأثيراتها الجذرية على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية والسياسية والاجتماعية، بل والرياضية أيضًا، مؤكدًا أن سباقات الهجن في المملكة تشهد تطورًا تقنيًّا ملموسًا من خلال تطويع التقنيات الحديثة في السباقات مثل: استخدام تقنيات الروبوت (روبوت الراكب الآلي) ذات مميزات مختلفة للتحكم الآلي عن بعد، حيث يحل الجهاز مكان الأشخاص الذين كانوا يتعرضون للسقوط أثناء سباقات الهجن في المضمار، إلى جانب تقنيات مثل المستشعرات عن بعد ومعالجة الصور مثل (تقنية الفوتو فينش) لالتقاط الصور على خط النهاية وحسم النتيجة بدقة عالية، مما يعكس توظيف التقنيات الحديثة والحرص على تطوير رياضة الهجن تقنيًا مما يكون لها أثر إيجابي رياضيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا.
واختتم عميد كلية الآداب الدكتور مازن محمد الحارثي حديثه في الملتقى أن الجامعة ممثلة في رئيسها الدكتور خالد السواط وقياداتها، تسعى حثيثًا للدفع بالمشاركة المجتمعية المحوكمة والمؤطرة بما يخدم الصالح العام، ويدعم جميع الجوانب الثقافية في المجتمع من خلال قنواتها وقدراتها الأكاديمية فيها، منوها بدور الاتحاد السعودي للهجن، في الدفع بهذا الموروث العربي الأصيل إلى آفاق عالمية ففي كل عام نرى تزايدًا في أعداد المهتمين في هذه الرياضة من دول العالم، كما أن دور الاتحاد أسهم في فتح ميادين ثقافية موازية لميدان الهجن.
المشاهدات : 414
التعليقات: 0