اختتم “ملتقى قراءة النص 18″، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالشراكة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، اليوم، جلساته، بالجلسة السادسة، التي أدارتها الدكتورة فايزة الحربي، وشهدت مشاركة الدكتور عالي القرشي بورقة تناولت “حركة التنوير في الصحافة السعودية” متخذًا من ملحق ثقافة الخميس في جريدة الرياض أنموذجا، ممتدحًا استقطابه للثقافة الجادة، باستقطابه للأقلام لجادة التنويرية أمثال: الغذامي، عابد خزندار، رجاء عالم، سعد البازعي، ومن خارج المملكة مثل: فاطمة المحسن، منذر العياشي، علوي الهاشمي، مشيرًا إلى أن الحميدين هيأ لأكثر هؤلاء الكتاب أن يصدروا مجموع مقالاتهم هذه في كتب خاصة عن طريق مشروع (كتاب الرياض) الذي كان يشرف عليه.
وفي ورقته المعنونة بـ”دراسات نقد الشعر في مجلات الجامعة الإسلامية: اتجاهاتها ومناهجها”، يلقي الدكتور عبدالرحمن المطرّفي الضّوء على دراسات نقد الشعر؛ التي نُشرت عبر صفحات مجلات الجامعة الإسلاميّة؛ منذ صدور أوّل عدد سنة 1388هـ حتّى اليوم، وذلك باستقراء تلك الموادّ وتصنيفها حسب اتّجاهاتها الموضوعيّة والجماليّة ومناهجها، هادفًا من ذلك إلى الخروج بتصور لمجمل اتجاهات الأبحاث النقديّة المنشورة في هذا الوعاء؛ ليسهم في تقديم معرفة عامّة، وفرصة للمسؤولين في تلك المجلاّت للنظر والتطوير .مذيلاً بحثه بتوصية مفادها أن تعنى مجلّة الجامعة للغة العربيّة وآدابها بتفاعلات الأدب مع مستجدّات العصر الحديث ، وأن تعنى كذلك بدراسات الأدب السّعودي.
الدكتور جزاع الشمري، في ورقته البحثية، عالج قضايا النقد في مجلة قافلة الزيت، مقدمًا قراءة في دراسات الخطاب الشعري، مبينًا أن هدف من بحثه هذا هو استقراء الدراسات النقدية للنص الشعري في مجلة قافلة الزيت؛ بوصفها موضوعاً خصباً؛ يكشف خصائص القصيدة الشعرية ومواطن جمالياتها ودلالاتها، في قراءات الدارسين لهذه النصوص في اتجاهاتهم النقدية المتنوعة التي تمثلوها من بين الذاتية والموضوعية في البناء والصورة والأسلوب وفق مرجعياتهم وآرائهم الثقافية والمعرفية والنقدية المختلفة، معتمدًا في مقاربة هذه البحث إجرائياً على نماذج من متنوعة من أعداد المجلة مراعيا في ذلك التنوع في القضايا والنصوص الشعرية، كذلك الحقبة الزمنية التي نشرت فيها تلك الدراسات.
ويتجه الدكتور حسن البطران في ورقته إلى النظر في “بنية الدراما في القصة السعودية القصيرة جدًا وانعكاساتها في الصحف والمجلات”، متخذًا من إنتاج القاص محمد الشقحآء إنموذجا، مشيرًا في بداية ورقته إلى أن القصة القصيرة جدًا عالجت موضوعات عدّة, وتفنن الكُتّاب في الحديث عن المسكوت عنه, ومثلما تفننوا في طرح الموضوعات المختلفة, اعطوا البنية داخل هيكلية القصة القصيرة جدًا حقها, فتنوعت البُنى السردية فيها. ماضيًا من ثم إلى معالجة البُنى الدرامية الموجودة في نتاج القاص السعودي الكبير محمد الشقحآء, وبعض من القاصين السعوديين عبر محورين أولهما التعريف بالبُنى الدرامية داخل المتن القصصي، والآخر النماذج التحليلة من نتاج القاص محمد الشقحآء وبعض من القاصين السعوديين.
وشارك الدكتور محمد الخضير ببحث استجلى “الموقف من الجديد في الصحافة الثقافية السعودية خلال مرحلة الثمانينات الميلادية – ملحق جريدة الندوة أنموذجًا”، مشيرًا إلى أن ملحق الندوة الأدبي كان من أقوى الملاحق الأدبية التي يتسابق نحوها القراء، وكان المشرف عليه من أكثر الصحفيين التزاما بالأصالة، والسير في ركاب المحافظة، والممانعة لقبول الجديد، فوقف موقفًا بارزًا وقويًا في وجه مؤيدي التجديد في الأدب والنقد، وقد أسهم ذلك بشكل جاد في تنشيط الحركة الثقافية الأدبية السعودية، ممهدًا بحديث عن تاريخ جريدة الندوة وسيرة المشرف على ملحقها الأدبي الأستاذ محمد بن موسم المفرجي رحمه الله، مستعرضًا بعض النماذج من المقالات المنشورة في هذا الملحق في تلك الفترة الزمنية التي شهدت ذروة الصراع بين القديم والجديد في الصحافة السعودية، وأدلة الكتَّاب وبراهينهم التي حاولوا بها دعم رؤاهم، والتصدي لاتجاهات التجديد في الأدب والنقد، وامتداد ذلك إلى الثقافة والفكر.