وقسا ليزدجروا ومن يك حازمًا
فليقس أحيانًا على من يرحم..
طالباتي:
أسأل الله تعالى كما جمعني بكن في الدنيا أن يجمعنا في الفردوس من الجنة، و والدينا.
طالبتي: أنت الآن في مرحلة انتقالية اختلط فيها الجد بالهزل، والطفولة والمرح مع الاتزان والحيرة وهذا أمرٌ طبيعي، ومآله في النهاية عقل متزن وروح إيجابية تسير في الطريق السليم. ولن يكون ذلك إلا لمن تدرك منكن أن الحياة صراع بين الحق والباطل وأن الفوز للحق والخسارة للباطل، ولن يصح في نهاية المطاف إلا ماكان صحيحًا.
طالباتي :
كنت معكن في صراع من أجل زرع القيمة وبقائها؛ لتُنير لك طريق النجاح في مشوار عام بفصوله الثلاثة، نروح ونغدو، ونحن بين مدّ وجذب، والآن وصلت معك لنهاية مطاف وبداية مطاف آخر: نهاية مطافي معك والذي أرجو الله تعالى أن أكون قدمت لك ما أسعى لتحقيقه لك ولكل طالبة تمر في مشواري التعليمي. وبداية مطاف لك في مشوار التعليم، بل الحياة كلها؛ فقد كنتُ حريصة – والله يعلم ذلك – أن أقدم لك قيمًا تنفعك في الدين والدنيا والآخرة، وليس كما ذكرت لك مرارًا وتكرارًا ( مجرد درس تحفظينه وتفرغينه لي في ورقة الاختبار)
نعم ياعزيزتي:
أنت بذرة استلمتها طوال عام كامل كنت أرعاك في سلوكك، وأذكرك في كل موضع دعائي فأدعو لك .
تأكدي بأني أفرح بإنجازك، وأحزن لسلوك سيء بدر منك، كم قلت لك بأننا أنا وزميلاتي المعلمات عيون لأهلك لكن في المدرسة، نرقب منك كل جميل، ولا نرضى بالقليل.
نتطلع معك لإنجاز يدوم للمستقبل، ونسعى معًا للتغيير نحو الأفضل.
كلي أمل ورجاء بأن تكون المرحلة السابقة تجارب ذات فائدة، وأن تكون المرحلة القادمة أكثر وعيًا ونضجًا؛ فالمستقبل يتطلب فكرًا ناضجًا وعقلًا مدبرًا..
طالباتي:
رافقتكم فصلًا وفصلًا آخرا..
واليوم في يوم الحصاد نبارك..
طالباتي، كم هي الأيام عجيبة،
ليس في سرعتها فقط وانقضائها، بل بجمال لحظاتها التي قضيتها معكن، و ها أنا اليوم أزفكن لمرحلة أعلا وأجمل، إنها تلك المرحلة الانتقالية، التي ستشعرين فيها بأولى أعتاب الجامعة، وهناك ستشرق آمالكن، وسيولد الفجر من جديد، مؤذنًا بانطلاقة جادة، تسمو بها أرواحكن، إنه الأمل المتجدد، والطموح الحقيقي، الذي يزاحم الكواكب في علوها.
طالباتي الرائعات كم كنت أتطلع لذلك اليوم وتلك اللحظة،
بالأمس كنتِ زهرةً فواحةً
واليومٓ في الأرجاءِ نورٌ يشرقُ
نعم تشرقين وقد حصدتِ وعلى مدى ثلاث سنوات كثيرًا من العلم والأخلاق والسلوك الحسن، وهي عدتك في مستقبلك الزاهر..
أخيرًا طالباتي:
لكن مني صادق الدعاء، ولا وصية أفضل من
احتساب الأجر في طلب العلم، وتقوى الله
ولنتذكر دومًا حديث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام :
( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)
فالعلم سبب لدخول الجنة ورفعة قدر طالبه في الدارين:
العلم يرفع بيتاً لا عماد له
والجهل يهدمُ بيت العز والشرفِ