بعد الأمس واليوم مستقبل مبهر بحول الله.
كنت في قرية وادعة، لاتفارقها الغيوم، تهطل أمطارها ليلًا فإذا وصلنا عند طلوع الفجر لتلك المدرسة الوحيدة، وجدنا رائحة الأرض تنطق بعبق بقايا المطر، مجمّع شمل المراحل الثلاث:
الابتدائي والمتوسط والثانوي، هناك في تلك القرية بدأ شغف التدريب مع التعليم، حصلت على دورات معتمدة لم أحصل عليها في غيرها خلال مايقارب أربع سنوات.
وهناك كان المنطلق…
وبعد الأمس واليوم مستقبل مبهر في التدريب.
توقفنا الظروف ومشاغل الحياة أحيانًا لكننا ماضون بعون الله وأمره.
وتمر السنون تلو السنين، ولا يزال التدريب هاجسًا يرافق التعليم.
عدت إلى العاصمة بعد أن حملت كل أمتعتي المادية والمعنوية، وبدأ المشوار من جديد، مشوار يفتقد أعظم ما يمكن أن يفتقده إنسان( أمي رحمها الله ) ومع ذلك ومع وجود الصراعات الطبيعية لدى البشر، مازال شغف التدريب موجودًا، وتوالت الدورات والبرامج والأمسيات، حصلت خلالها على مئات الشهادات، وقدمت خلالها عشرات البرامج والأمسيات.
قد يتساءل البعض: وما دخل وفاة أمي في ذلك؟
أقول وبكل فخر: والدتي رحمها الله كانت أول من حرص على تعليمي منذ الطفولة مع والدي رحمهما الله جميعًا، وقد واصلت رحمها الله الحرص والاهتمام حتى تم تعييني خارج العاصمة..
واسمحوا لي أن أذكر موقفًا واحدًا يدل على اهتمامها- رحمها الله- بالعلم:
كان لها موضعًا في المنزل تجلس فيه على سجادتها الخاصة وتقرأ في كتاب( زاد المعاد ) رغم انشغالها بالتربية و أعمال المنزل.
هنا الإلهام لمواصلة الشغف، وهنا صبر على مصائب الحياة، وهنا مواصلة المشوار.
واليوم:
ليتني أستطيع ذكر اسم الذي أعاد لي شغف التدريب والعلم بعد أمي وأبي ولكن، يكفي أن الله يعلمه..
واليوم وبينما أنا أحصد شهادات التدريب من كل مكان وكل جهة يقوم ذات الشخص بالإمساك بيدي ليقف بي على عتبة باب *النخبة* : نخبة الإبداع والتميز.
تساءلت كثيرًا حول تلك المنصة من تكون وبم تتميز ومن يسكنها ومن يديرها، ومع الأيام بدأت المواقف تتوالى وتجيبني؛ لتثبت لي أنني وصلت إلى ما أريد، وتثبت لي أيضًا أن الوصول للقمة ليس بالأمر السهل، ومن يريد أن يصل للقمة ويصل فهو إنسان مختلف، صاحب رؤية ثاقبة، وصبر واصطبار..
اليوم هنا، وغدًا سأكون في موضع يرضي الله تعالى بما أقدم في مجال التدريب، وسأعمل جاهدة لمواصلة مشوار التدريب ومستجداته بما يخدم الدين والوطن، ويحقق رؤية نتطلع إليها جميعًا بكل شغف..
همسة:
لاتقف مهما طالت بك صعوبات الحياة.
المشاهدات : 158
التعليقات: 0