احدث الاخبار

الديوان الملكي: وفاة والدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود

الجزائر تتجاوز البحرين بخماسية في كأس العرب

الأردن يتأهل لربع نهائي كأس العرب بثلاثية في مرمى الكويت

الحملات الميدانية المشتركة تضبط 19790 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في مناطق المملكة خلال أسبوع

حالة الطقس المتوقعة على المملكة اليوم السبت

الأخضر أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي من كأس العرب بفوزه على جزر القمر بثلاثة أهداف

وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يبدون قلقهم من التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح باتجاه واحد بهدف إخراج سكان غزة إلى مصر

قرعة كأس العالم 2026 تضع المنتخب السعودي في المجموعة الثامنة مع منتخبات إسبانيا والأورغواي والرأس الأخضر

منتدى الحدود الشمالية للاستثمار 2025 يطرح أكثر من 240 فرصة بقيمة تتجاوز 40 مليار ريال

الدفاع المدني: هطول أمطار رعدية على مناطق المملكة من الغد حتى الخميس المقبل

الرئيس الإندونيسي يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يرعى حفل الجائزة الوطنية للعمل التطوعي

المشاهدات : 941
التعليقات: 0

الشيخ صالح.. الصابر المحتسب

الشيخ صالح.. الصابر المحتسب
https://ekhbareeat.com/?p=110245

لقد زرت بالأمس الشيخ الصابر والعم الوقور صالح الأنصاري والد أخينا الصحفي الأديب عبدالرحمن الصالح فرأيت منه العجب في صبره على ما ابتلاه الله به من فقد لبصره، من الانبساط في النفس وسعة الصدر..
فذكرته مواسيًا له وقتها بحديث أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن الله عزوجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه”٠

فعظم الجزاء يكون لمن وقع له عظيم البلاء ، وإذا به هو من يذكرنا ويعطينا درسًا في الصبر على قضاء الله وقدره ؛ بطيب نفسه وكثرة حمده ، وشكره لله على نعمه الظاهرة والباطنة، ولسان حاله:

إنْ يأخُذِ اللَّهُ من عينيَّ نُورَهُما
ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نورُ

قلبي ذَكيٌّ وعَقلي غَيْرُ ذي دَخلٍ
وفي فمِي صارمٌ كالسَّيفِ مأثورُ

والفاقد لنعمة البصر ربما فاته الكثير من نعيم الدنيا ولذاتها ، فضلاً عن الافتقار إلى الناس في بعض شؤونه.
ومع ذلك نجده في صبره يتمثل قول الأول:

إن يُذهبِ اللهُ من عَينيَّ نورَهما
فإنّ قلبي بصيرٌ ما بهِ ضَررُ

أرى بقلبِيَ دُنيايَ وَآخرَتِي
وَالقلبُ يُدرِكُ ما لاَ يُدرِكُ البَصرُ

إن نعمة البصر من أجل نعم الله تعالى علينا ، ولا يعرف قيمتها إلا من أبتلي بفقدها .

وفاقد البصر مصيبته عظيمة جداً
لا يستطيع الإنسان أن يتصورها فضلًا عن أن يتعايش معها، وأقرب مثال إلى ذلك حال الناس إذا انطفأت عليهم الكهرباء فجأة في الليلة الظلماء كيف تكون حالهم من التخبط في الظلام، ويرون أن الأوقات تمضي عليهم من غير طائل، لا يستطيعون فيها رؤية شيء أو القيام بعمل شيء من مصالحهم الشخصية ؛ بينما هذا الذي فقد بصره هو هكذا في كل أحواله.

ولذلك وعد الله تعالى من أبتلي بفقد بصره وصبر ولم يجزع بالجزاء العظيم الأخروي وهو “الجنة”.
أما العوض في “الدنيا” : فقد لمست من عمنا الشيخ صالح أثناء زيارته ما عوضه الله به عن فقد بصره، من الانبساط وسعة النفس ما لا يوجد عند غيره، وسبحان من جعل فقد هذا البصر ينعكس على البصيرة ، بالفهم الثاقب ، والحافظة القوية ، والتمييز بما لا يوجد عند كثير من المبصرين.

وهذا أمر معروف بالتجربة فإنك لو سألت كثيرًا ممن فقدوا أبصارهم فستجد عندهم من الحس المرهف الذي يميز به بين كثير من الأشياء، ويميز به أيضاً بين الناس بالأصوات، ويميز بينهم حتى في قبضة اليد والملامسة، ولو بعد طول عهد ؛ ناهيك عن حفظ الأسماء والمواقف واستحضارها.
وهذا كله من لطف الله تعالى وكرمه على من ابتلي من عباده بفقد بصره.

وفي زيارة عمنا الشيخ صالح أدركت حرصه على أقاربه وإخوانه والسؤال عنهم والفرح بقدومهم لزيارته وسلامة صدره عليهم بلا استثناء.

وأدركت أيضاً عظم نعمة البصر التي رزقنا الله إياها قال تعالى: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون}.

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يلطف بشيخنا وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يبارك له في وقته ، وأن يخلف عليه مافقده من بصره بقوة بصيرته وبحسن خاتمته وأن يجزيه على صبره في الدارين.

?إضاءة:

‏لكل نعمةٍ من الله شكرٌ خاصٌّ من جنسها، وأكمل شكرٍ لها إعمالها فيما يُرضي الله، فأكمل شكرٍ لنعمة البصر أن لا تبصر بها محرمًا وأن تستزيد بها من الحسنات، فإن قصَّرت في هذا وذهبت تشكر هذه النعمة باللسان فقط فلم تؤدِّ شكر النعمة على الوجه الأكمل.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*