تنتهي العطلة الصيفية ويبدأ استنفار الأسر لمواجهة ترتيبات العودة للمدارس، وتتزايد مع تلك الأجواء وفي زحمة أعمال التهيئة والاستعداد أحلام الطلبة وأولياء الأمور بتحقيق النجاح والتفوق في مراحلهم الدراسية، واكتساب المهارات والمعارف التي تؤهلهم لمراحل أخرى لاحقة، وبالرغم من أهمية البداية الجادة لخوض السنة الدراسية إلا أن أيام العودة هذه دائماً ما تشكل صعوبة لدى الطلبة وأولياء الأمور، وذلك لاعتيادهم خلال أيام العطلة على نمط حياة معين يختلف تماماً عن النمط المعتاد في أيام الدراسة. ويتطلب ذلك المزيد من الوعي بأدوار ولي الأمر في عملية التهيئة لبدء العام الدراسي وضمان الاستعداد الجيد والفعال للعودة الجادة، وتتلخص تلك الأدوار في النصائح العشر التالية:
فالنصيحة الأولى: هي توعية الأبناء بأهمية استحضار الآداب المشروعة عند الإقدام على مهمة أو عمل أو السعي لأمر ما، وأبرز ما يشار إليه هنا هو البدء باسم الله، والتوكل عليه، والالتزام بالدعاء، والتحصن اليومي بأذكار الصباح والمساء، إضافة إلى قيام ولي الأمر بدوره في تحصين ابنه من الانحرافات السلوكية التي قد تتسلل إليه بطريقة أو بأخرى أثناء العام الدراسي، وذلك بمساعدته في اختيار الصحبة، واختيار طريقة الوصول للمدرسة والعودة منها، ومراقبة التغيرات السلوكية لديه ونحو ذلك.
والثانية: نشر التفاؤل والإيجابية عند الحديث عن المدرسة، والحذر من الطوارق السلبية التي تطرق أذهانهم حول أهمية التعليم وفوائد الدراسة لأنها تنطبع في العقل الباطن وتحد من الدافعية للتعلم، وينبغي في ذات الوقت الحذر من مسايرتهم عند تذمرهم من العودة لمقاعد الدارسة. بل ينبغي بث روح الحماس في نفوسهم وتشجيعهم بالمحفزات المعنوية والمادية.
والثالثة: العمل على تنظيم وقتهم وإعادة جدولة فترات النوم بشكل تدريجي قبل بدء الدراسة بأيام، وإعداد جدول زمني للواجبات والمذاكرة والأنشطة الأخرى. ووضع تعليمات واضحة بخصوص مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة والانترنت.
والرابعة: توفير مستلزمات الدراسة مع أهمية إشراكهم في اختيارها وشرائها فذلك ينمي لديهم مهارة اتخاذ القرار ويمنحهم قدراً كبيراً من احترام الذات، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويشجعهم على العناية بأدواتهم الدراسية والاعتزاز بها واستخدامها بحب وشغف.
والخامسة: توفير بيئة تعليمية مريحة ومشجعة. وذلك بإعادة ترتيب المنزل بطريقة تشعرهم بالتغيير في نمط حياتهم، وتوفر لهم أماكن هادئة للمذاكرة وأماكن للاسترخاء والاستراحة.
والسادسة: تحديد مهامهم التي ينبغي عليهم القيام بها عند الترتيب للخروج إلى المدرسة وبعد العودة منها، ومن ذلك ترتيب مكان النوم وتجهيز الملابس ووضع الكتب وأدوات الدراسة في أماكنها المخصصة.
والسابعة: تشجيع العادات الصحية مثل النوم المبكر، والغذاء الصحي، والرياضة، والنظافة العامة، والعناية بالأسنان، وسبل الوقاية من العدوى، والمتابعة الصحية المستمرة، فذلك يعود بالنفع على قدراتهم البدنية والعقلية ويمدهم بالصفاء الذهني.
والثامنة: تعزيز الصحة النفسية التي تعد من أهم حاجات المتعلم، وذلك بتقديم الدعم العاطفي لهم، وزيادة عوامل الحماية من التعديات السلوكية، والقرب منهم بمسافة تجعل من لديه مشكلة يطمئن أنه سيتم استقباله والاستماع إليه ومساعدته في حلها.
والتاسعة: التأكد من استكمال متطلبات تسجيلهم في سجلات المدرسة والتواصل مع المسؤول لبحث الجوانب التي تحتاج إلى اهتمام وعناية. وتزويده بمختصر للحالة الصحية والاجتماعية والنفسية، وتحديث وسائل التواصل والاتصال في حالات الطوارئ.
والعاشرة: تفعيل الشراكة بأساليبها المتنوعة بين الأسرة والمدرسة، فمهمة الأسرة لا تقتصر على إرسال الطالب للمدرسة في بداية اليوم الدراسي واستقباله بعد نهايته، وإنما هي شريك أساسي في الارتقاء بمستواه وتحقيق أهدافه وإعداده للمستقبل على الوجه المطلوب. وعندئذ ينبغي التواصل المستمر مع المدرسة والتشاور وتلقي الدعم، وتقديم المساعدة.
المشاهدات : 638
التعليقات: 0