حسناء ذات بساتين غناء ، ترابها للعليل شفاء ، حضنها للغريب والمهاجر دار وفناء ، حسنها فاق جمال الكون ، منبع الهدى والبركة فيها للمد والصاع ثراء .
سكينة للقلب حبيبة الروح عروس المدائن أحب البقاع الى الله . هي مدينتي المنورة طيبة الطيبة طابة دار الإيمان ومهاجر رسول الله ومضجعه وداره ، نافية الخبث المعصومة .. معشوقتي لقد خصت ب117 إسما ، وقد قيل : كثرة أسماء المسمى دليل على عظمته ورفعة المقام . ولجمال معشوقتي أصل الجمال .
فقد سئل الشيخ الشعراوي عن طيبة الطيبة ومكة المكرمة فقال : ( الله يتجلى في مكة باسم الجلال ، ولكنه في المدينة يتجلى بإسم الجمال ) .
معشوقتي مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث هاجر إليها وسكن فيها ونشر الإسلام منها وعاش مع صحابته الكرام والتابعين العظام ، وبها دفن بمثواه الشريف في المسجد النبوي ومعه الصاحبين الجليلين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب
ودفن بمقبرة بقيع الغرقد بطيبة الطيبة جميع آل بيت رسول الله ، والمهاجرين وسادتهم الخليفة عثمان ابن عفان و 10 آلاف صحابي وأغلب الأنصار .
وخص النبي من يمت فيها بالشفاعة وحرض على الممات فيها فقال ( فإني شفيع لمن مات فيها ) وعليها ملائكة يحرسونها ويحفظوها (كما في الحديث)
إستقبلت معشوقتي الحبيب المصطفى حين هاجر من مكة إليها بنشيد طلع البدر علينا من ثنيات الوداع .. بالحب والبهجة والفرح والسرور بمقدمه الشريف وإحتوته خير إحتواء .
لقد دعا لمعشوقتي رسول الله بضعفي ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة ، وهدد من يرد بالمدينة المنورة بسوء بأن يذيبه الله في النار كما يذوب الملح في الماء
معشوقتي فيها روضة من رياض الجنة ( حيث قال المصطفى بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة )
جبل أحد هو أيضا من الجنة ، حيث أخبرنا الحبيب المصطفى أن أحد جبل من جبال الجنة نحبه ويحبنا .
معشوقتي ينبع فيها آبار كثيرة للمياه العذبة والتي زارها الحبيب و شرب منها مثل ( بئر عذق ، وبئر حاء وغرس وبئر سيدنا عثمان بمزرعته رضوان الله عليه ) .
ومن ثمارها جعل الله تعالى عجوة تمرها وقاء وشفاء من السحر والسم ولم يجعل من ثمر غيرها .
لترابها سر اللهي ، فهي شفاء من الحمى والأسقام ، الحديث النبوي ( بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) وغبارها شفاء من الجذام .
ولا ننسى أوديتها المباركة كوادي العقيق ووادي بطحان . معشوقتي تضم أفضل المساجد وأرفعها شأنا وعزة في الإسلام .
ع راسهم المسجد النبوي الشريف ثم مسجد قباء المبارك ، والذي من صلى فيه ركعتين دون الفرض كانت له بمثابة عمره ، ومسجد القبلتين حيث تم فيه تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ، ومسجد الجمعة ومساجد كثيرة لكبار الصحابة عليهم رضوان الله .
وتشهد أرض معشوقتي بعض الغزوات النبوية والتي أشهرها غزوة أحد وبدر وغزوة الخندق ، ولا ننسى قبر عم رسول الله حمزة رضي الل عنه وشهداء غزوة أحد .
معشوقتي تحفها البساتين الخضراء مكسوة بعماتنا النخلات الباسقات ، حيث اطيب التمور وانواع من النعناع المديني وكثير من الخيرات الحِسان .
فلا تـلـومـوني في حـب معـشـوقـتي ..
