يعتبر يوم الجمعة الأول من مايو هو اليوم الستون منذ دخول أول مصاب بفيروس كورونا في الثاني من مارس إلى أرض البلاد قادمًا من الخارج، هي ستون يومًا من تعايش المجتمع مع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا COVID-19، الذي صنّفتهُ منظمة الصحة العالمية في 11 مارس 2020 بأنه وباء، وتسارعت الأحداث وخرجنا جميعًا بحقائق ثابتة وهي: أن الرجل الأول في الوطن هو من يستقي منه الجميع القيم والأخلاق الإنسانية، ولقد تعلمنا من الوالد القائد الملك سلمان – حفظه الله – قيمة الإنسان على هذه الأرض سواء كان مواطنًا أو مقيمًا أو مخالفًا للأنظمة، وفي النهاية تنتصر الإنسانية، وهذا ما أثبته لنا – حفظه الله – في مواقفه خلال هذه الجائحة. فكل الأوامر الملكية التي تخص المواطن جاءت تصب في مصلحته، وكل المبادرات الحكومية جاءت لمصلحة الإنسان، والهدف كان كما أعلنها الوالد القائد الملك سلمان – حفظه الله – أن الإنسان أولًا.
ثانيًا: أن الوطن هو البيت الأول والأخير لك أيها المواطن، فمهما كانت لك ولاءات مذهبية أو فكرية أو غيرهما من التوجهات، فإن الصفقة الرابحة هي – بدون شك – الوطن، فكن مع وطنك في السراء والضراء؛ لذا قف مع توجهات الدولة، ولا تكن معول هدم، وانصر وطنك، وكن مع تعليماته، ذلك أن قوة المواطن في وطنه.
ثالثًا: إن الأبطال الحقيقيين هم أولئك الذين يقدمون خدمات جليلة للوطن في مواقع حساسة، هم الممارس الصحي ورجل الأمن والمعلم ومراقب البلدية ومسؤول وزارة التجارة والإعلامي الحقيقي، وغيرهم كثر، كلٌّ في موقعه.
رابعًا: إن الوطن يحتاج إلى المشروعات التنموية المستدامة والمشروعات في المجالات الغذائية والصحية. وعن أولئك الذين يرشدون رواد الأعمال إلى المشروعات التي لا تحمل صبغة مستدامة هي التي أضرت بكثير من المنشآت. وعن مستشاري متوسطي وصغار المستثمرين يجب إرشادهم إلى الاحتياج الحقيقي من المشروعات النفعية المستدامة.
خامسًا: إن التجانس بين قطاعات الدولة الحكومية وتعاون رجال الأعمال والقطاعات غير الربحية هما مثلث مهم قاعدته وأضلعه ومساحته مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.
إن الفترة المقبلة هي فترة دعم أبناء الوطن، والعمل على الاعتماد الكلي عليهم، وخفض نسبة العمالة الوافدة حتى نتجنب مشكلات نحن في غنى عنها.
وأخيرًا: ثقة القيادة بالمواطنين كبيرة؛ لذا جاءت الانفراجة الأولى في فتح قطاعات اقتصادية مهمة لتيسير أمور المواطنين، ومنها نقل المسؤولية من الدولة إلى المواطنين، وهم – بإذن الله – أهل لذلك، وتفعيل شعار “كلنا مسؤول”، الذي أطلقته وزارة الصحة منذ بداية الجائحة سيكون واقعًا إن شاء الله.
إن الأمم القوية هي التي تتحد وتتكاتف وتتعاون من أجل وطن قوي قائم بناؤه على منظومة متكاملة هدفها “وطني مسؤوليتي”، وهكذا مضت الـ60 يومًا من كورونا وستمضي باقي الأيام وستفرج بإذن الله.
المشاهدات : 3271
التعليقات: 0