رغم قساوة جائحة مرض فيروس كورونا على العالم أجمع، إلا إنه سطّر اسم المملكة العربية السعودية في الأفق لتكون أنموذجاً قائداً وحكيماً في التعامل مع الأزمات، ووطناً يحمي حقوق الإنسان بأفعالٍ لا عباراتٍ مزيفة، ومحباً لكل من يعيش على أرضه من مواطنٍ ومقيم.
وقد تمثلت في وضع خطة احترازية كبيرة وصرف المبالغ الطائلة لحماية رأس مالها الحقيقي وهو الإنسان سواء من المواطنين أم من شركاء النماء -إخواننا المقيمين – على هذه الأرض الطيبة. وليس ذلك فحسب بل أتاحت فرصة العلاج لمخالفي أنظمة العمل. واتخذت المزيد من الإجراءات لتثبت أنها الدولة الأولى في العالم التي جعلت المواطن هو الرقم الأول في حساباتها بعكس كثير من الدول المتقدمة التي ضحت بمواطنيها من أجل المال، وكانت بحبها واحتوائها كمثل الوالد البار بأبنائه لمن يعيش على أرضها أو خارجها.
لست هنا بصدد أن أذكركم بإنجازات الوطن خلال هذه الأزمة وقبلها في حمايتنا بعد فضل الله، فهي جلية واضحة للعالم أجمع وتحسدنا عليها كثيرٌ من الدول. إنما لأقول لكل أعداء هذا الوطن الذين يحاولون بكل الطرق زرع الفتنة بين الحكومة السعودية وشعبها، و يشككون المواطن بقيمته لدى حكومته ويقتاتون خزعبلاتهم الإعلامية بمشاهد تمثيلية من إخراج أيادي خارجية معادية ينفذها أعداء هذا الوطن من ضعاف النفوس، ليصوروا فيها الشعب السعودي بأنه شعبٌ مظلوم ويعيش الفقر والحاجة والنقص ويأججوا مشاعر المواطن ضد حكومته، ليتضجر ويتذمر ظناً منهم أن المواطن السعودي لا يربطه مع وطنه سوى المال.
خسأتم وخسأ فكركم العقيم، فالشعب السعودي شعب المواقف والولاء، شعبٌ يتميز بالعزة والكرامة ويبايع ولاة الأمر في السراء والضراء، لا يهمنا انهيار اقتصادنا الخاص بقدر مايهمنا اقتصاد دولتنا الحبيبة فهي ماضينا وحاضرنا ومستقبل أبنائنا، و ماقدمته السعودية لنا منذ بداية الأزمة الراهنة لا يقدر بثمن وجعل مكانتها في قلوبنا تزداد أكثر مما هي عليه، ونقدم فداءها الأرواح والممتلكات وكلنا للوطن جنود إذا دعت الحاجة، وعقولنا أكبر من مسرحياتكم اللئيمة ونواياكم الخبيثة فلا ترهقوا أنفسكم فنحن كما قال سمو الأمير محمد بن سلمان همتنا كهمة جبال طويق وثباتنا كثباتها و مع الوطن لن نتزعزع .