أطلقت وزارة الصحة شعارها الجديد “نعود بحذر” بعد شعارها الأول “كلنا مسؤول” الذي بدأ منذ دخول الحالات الأولى إلى البلاد، ويعتبر الشعار الثاني مرحلة التعايش مع فيروس كورونا المستجد covid19. لقد عادت الحياة الطبيعية تقريباً إلى المملكة بعد ثلاثة أشهر تقريباً، وقد عاش الجميع مراحل مختلفة من الإغلاق الكامل ومنع التجول الكلي والجزئي وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة من أجل المحافظة على سلامة الإنسان والتي شاهدناها ولمسناها مع كل الخطوات التي مرت بها.
جاء يوم الأحد الثامن من شوال الموافق 31 من مايو ليكون شاهداً على انتقال المسؤولية من الدولة ومؤسساتها إلى الفرد، وهي المسؤولية المجتمعية فيما يخص الوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث تحدث الجميع في وزارة الصحة من المعنيين، وكانت رسائلهم أن الحياة يجب أن لا تتوقف، ولكن مع العودة الحذرة التي تتطلب الدقة والأمانة في تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية في بيئات مختلفة في مقار العمل ومراكز التسوق وكذلك في المطاعم والمقاهي.
لقد شاهدت وعياً مجتمعياً كبيراً في كثير من المواقع، وهي مشاهدة شخصية، ولكن الأرقام في ازدياد، وهذا يدل على أن هناك خطأً ما؛ إما أن هناك عدم تطبيق صحيح لكل الإجراءات الاحترازية، أو أن هناك كسراً للحظر الجزئي ومقاومة منع التجمعات لما يزيد على خمسين شخصاً وفي كل الأحوال، نشارك دعوات المسؤولين في وزارة الصحة بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية.
نعود إلى شعار المرحلة وهو “نعود بحذر” الذي يجب أن نطبقه بحذافيره، وهو أن العودة ليست مطلقة، ولكن يجب أن تكون حذرة ومقننة، وفيها كثير من الوعي والالتزام والحرص.
انطلقت بعد ذلك دعوات طلب العودة إلى الحظر الكامل، وأرى أن المرحلة التي نعيشها – مرحلة العودة مع الحذر – هي التي تعمل على زيادة الوعي لدينا جميعاً، وأن العودة إلى الحظر الكامل ما هي إلا إهلاك للاقتصاد وزيادة الاتكالية على الدولة، وهذا تعبير عن عدم نضج ووعي المواطن الذي يجب أن يكون على قدر كبير من المسؤولية.
خلال الثلاثة أشهر الماضية لم تتوقف القيادة الحكيمة عن دعم كل مفاصل الحياة في المملكة، بل إنها دعمت منظمة الصحة العالمية، وقدمت إغاثات إلى دول متضررة، وصدرت أوامر ملكية داخلية ساهمت في الحد من تضرر المواطنين والمقيمين، بل كانت يدها الحانية ممتدة إلى مخالفي نظام الإقامة، لكن أعتقد أن الوقت قد حان لنساهم ونشارك الدولة من خلال الوعي والنضج الذي يجب أن نتحلى به خلال هذه المرحلة للانتقال إلى مراحل متطورة من التعايش ولتعود الحياة الطبيعية في كل مفاصلها.
وطن لا نتعاون فيه ولا نساعد فيه ولا نهتم بصحته لا نستحق أن ننتمي له.
المشاهدات : 3250
التعليقات: 0