يُعاني الإعلام الكشفي في الوطن العربي كغيره من المؤسسات التطوعية والاجتماعية، في ظل الانفجار المعلوماتي، وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي، بإن نصب الكل نفسه ” إعلامياً كشفياُ ” فاختلط الحابل بالنابل، واجتمع الغث بالسمين بحثاً عن الشهرة، وهوس بحب الظهور، ومنحوا انفسهم لقب الإعلامي حتى وأن كانوا لايملكون تلك الصفة من أية مؤسسة إعلامية، أو شهادة معتمدة، لتحقيق هدفهم المظهري دون هدف مخبري، وقد يكون للجمعيات الكشفية الوطنية ورابطات الرواد والمرشدات دور فيما يحصل بإتاحة الفرصة لهؤلاء، رغم أن الإقليم الكشفي العربي على مدى عشر سنوات عمل على تأهيل قيادات كشفية من كل الوطن العربي على أيدي خبراء إعلاميين في مؤسسة إعلامية لها ثقلها الدولي، لكن خريجيها يعانون من توجيه الفرصة لغيرهم دون اهتمام بمهنيتهم التي تفوق من جاءت بهم الواسطات أو التحزبات، أو حتى من يمارسون الدور وهم لاينتسبون لإعلام جمعية أو رابطة حتى لنكاد نقول كما يقول غيرنا مهنة الاعلام الكشفي أصبحت مهنة من لامهنة له.
أن المسئولين الكشفيين عربياً وعالمياً يُدركون أهمية الإعلام والنشر الكشفي والذي قد دعت السياسة العالمية السابقة لتنمية القيادات الى الاهتمام به وتوفير كافة السبل لإنجاح هذه المهمة، وقد عمل الإقليم الكشفي العربي منذُ أكثر من عشرين عاماً على تأطير ذلك العمل خلال اللقاء الثالث لمسئولي العلاقات العامة والنشر الذي عقد بالمركز الكشفي العربي الدولي 1999م، وكان من ذلك التأطير وضع الصفات المثالية الشخصية لمسئولي الاعلام والنشر، والتي وزعها الى صفات أساسية وثانوية وغير مرغوب فيها، ومن تلك الصفات التأثير على الآخرين من خلال القدرة على بناء علاقات مع الأفراد والمؤسسات، وقوة الشخصية والجاذبية ومرونتها، وإدارة الإعلام والنشر في هيئته، وحسن المظهر والهيئة، وأن تكون لديه القدرة على انجاز المهمة بحيث تكون لديه خلفية ثقافية وتاريخية جيدة عن الحركة الكشفية محلياً وعربياً وعالمياً، وله علاقات متميزة مع أجهزة الإعلام الحكومية وغير الحكومية، كما يجب أن يتصف بمجموعة من الدوافع ومن اهمها الإيمان بمبادئ الحركة الكشفية، والرغبة في تنمية الإعلام والنشر عن الحركة الكشفية، وقدرته على استثمار طاقاته وتوظيفها للتعريف بالدور التربوي للحركة الكشفية، وان يكون قادراُ على التكيف مع الآخرين ومعرفته بأدوار ومهام الهياكل القيادية المختلفة وطنياً وعربياً وعالمياً.
ومن الصفات غير المرغوب فيها الأسلوب الجاف في التعامل مع الآخرين، والأنانية وحب النفس، وممارسة السلطوية على الآخرين، ومحاولة الاستفادة من عمله الكشفي في تحقيق مصالح شخصية، وان يبدر منه سلوك شخصي يتنافى مع التقاليد الكشفية.
من هذا المنبر أرفع صوتي الى كل مسؤول كشفي ” أعيدوا الأمور الى نصابها ” العمل الاعلامي الكشفي ليس مكاناً لإبراز صوركم الشخصية، وصور من يقوم بالمهمة ، الإعلام الكشفي يجب أن يكون للأفراد الذين نحن قادة لهم ابرزوا أعمالهم ومواهبهم وقدراتهم، وأنتم يارواد الكشافة والمرشدات يامن يفترض أن تكونوا قدوات، الإعلام رسالة وأمانة، جيل القادة والجوالة والكشافة والأشبال وكذا القائدات والمرشدات والزهرات ينظرون اليكم على انكم المثل الأعلى فحسنوا الصورة بما تنشرون، تأكدوا من صلاحية الصور وان مافيها هو ” الصح ” الذي يجب أن يقتدوا به !!، وأن ماتكتبون من تغطية لأعمالكم هو نتاج خبرة سنين في العمل الكشفي عليهم ان ينظروا اليها ويستفيدوا منها ويطوروها وفق معطيات عصرهم.
المشاهدات : 2385
التعليقات: 0