أنطلق اليوم المؤتمر الدولي “تنمية بحرية مستدامة نحو 2030 وما بعدها”, الذي نظمته الهيئة العامة للنقل خلال المدة من 5 – 7 نوفمبر 2019م، بحضور رئيس المنظمة البحرية الدولية كيتاك ليم , وأعضاء وشركاء من المنظمة، وقيادات دولية معنية بتطوير هذه الصناعة العملاقة, وذلك بمحافظة جدة.
وأكد معالي رئيس الهيئة العامة للنقل الدكتور رميح الرميح خلال المؤتمر أهمية تطوير صناعة النقل البحري في المملكة والعالم عموماً ونقله إلى مستويات أعلى لتتمكن هذه الصناعة من الوصول لتطلعات المرحلة القادمة، والمضي قدما في عمل قوي وجاد في دعم وتقدم المنظمة البحرية العالمية لشؤون البحار.
وأوضح معالي الدكتور الرميح أن المؤتمر الذي يقام للمرة الأولى في المملكة يحتوي جلسات حوارية , وورش متخصصة، بمشاركة متحدثين دوليين ومتحدثين من داخل المملكة، فيما يحفل المؤتمر بمتحدثين من أهم المتخصصين والخبراء في النقل البحري على مستوى العالم.
وشدد معاليه على اعتزاز المملكة بعضويتها الدائمة في المنظمة البحرية الدولية وشراكتها الرائدة معها , إلى جانب انضمام المملكة للاتفاقيات والمواثيق الدولية المنظّمة لهذه الصناعة، لافتًا الانتباه إلى ما تتمتع به المملكة من مكانة رائدة في هذا الجانب بسبب ما يكفله لها موقعها الإستراتيجي الرابط بين القارات الثلاث، وإطلالتها على سواحل شاسعة على الخليج العربي والبحر الأحمر، وهو المنفذ المائي الذي تمر من خلاله 13 % من حركة التجارة العالمية عبر هذه الصناعة العملاقة.
وبين أن المؤتمر يترجم إيمان المملكة بأن التنمية البحرية المستدامة أولوية تتقاسمها المملكة مع مختلف الدول الأعضاء، وعلى أرض المملكة تلتئم كل هذه الدول لبحث أفضل السبل الكفيلة بتحقيق الاستدامة في صناعة النقل البحري، نظرًا لما يتمتع به النقل البحري من أهمية كبيرة كشريان مهم لحركة التجارة العالمية، مشيداً بما وضعته المملكة من خطط في رؤيتها الوطنية للقفز بهذا النشاط، وما أحرزته من تقدم على المستوى الإقليمي والعالمي.
وأضاف الدكتور الرميح أن دعم القيادة الرشيدة غير المحدود لصناعة النقل بشكل عام، والنقل البحري بشكل خاص، كان له أكبر الأثر في تعزيز مكانة المملكة الريادية على المشهد الدولي، حيث تتبوأ المملكة الآن المرتبة 23 عالمياً من بين 174 دولة عضواً في المنظمة، بعد أن قفزت بحمولة أسطولها البحري إلى 8 ملايين طن، ما يشكل الأسطول السعودي من 368 ناقلة وسفينة تحمل العلم السعودي، ويلعب هذا الأسطول العملاق دوراً محورياً في صناعة مهمة تقوم عليها 90% من حركة التجارة العالمية، الأمر الذي يرسخ مكانة المملكة وريادتها على المستوى الدولي ويؤكد حرصها على تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
من جانبهم أعرب الحضور عن شكرهم للمملكة على استضافة المؤتمر وتنظيمه , ما يؤكد اهتمامها بأهمية النقل البحري ونقله للمستوى المأمول، كما بارك عدد من المسؤولين والعاملين في صناعة النقل البحري حول العالم للملكة تقدمها في مجال خدمات النقل البحري لأكثر من 173 دولة حول العالم حتى أصبحت في المرتبة المتقدمة.
بدوره أشار نائب رئيس الهيئة العامة للنقل لقطاع النقل البحري المهندس فريد بن عبدالله القحطاني إلى أن المؤتمر سلط الضوء على أهداف المنظمة البحرية الدولية لتحقيق خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، والمحافظة على بيئة البحار والمحيطات وخلوها من التلوث، والتعليم والتدريب البحري المتخصص، والجهود في جانب تمكين المرأة للعمل في القطاع البحري، وتسهيل حركة الملاحة البحرية عبر تشجيع الانضمام إلى اتفاقية FAL، كذلك تتطلع المملكة من خلال هذا المؤتمر إلى تعزيز شراكاتها مع الدول الأعضاء في المنظمة، والإسهام معها في تحقيق خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ما يعزز الأمن والسلامة البحرية، وحماية البيئة البحرية وتعجيل تنفيذ مبادرات المنظمة البحرية للحد من التلوث الناجم عن الملاحة البحرية.
وأبان أن المؤتمر ناقش خلال جلساته الصباحية والمسائية على مدى ثلاثة أيام آلية وضع التشريعات والقوانين الخاصة بالاتفاقيات البحرية الدولية، فيما يسلط الضوء على “الاقتصاد الأزرق”، وكذلك اتفاقية العمل البحري الموحد وأهميتها لإيجاد البيئة المناسبة للبحارة على ظهر السفن وتمكينهم من حقوقهم، كما يبرز جهود الجمعية الدولية للمساعدات الملاحية والفنارات “آيالا”، وما تقدمه في مجالات سلامة الممرات الملاحية والسفن، كما سيتطرق المؤتمر لجهود المنظمة الدولية للاتصالات البحرية، وغيرها من المواضيع المهمة.
المشاهدات : ١٠٠
التعليقات: 0