يُمثِّل موضوع المعلم ودوره في المشاركة لتجويد الحياة التي يعيشها المواطن السعودي موضوعًا حيويًا ، وهو موضوع يرتبط بمعاقل الرجال ومصانع الأبطال ويقوم على الوعي والمسؤولية وإدراك أهمية العمل الذي أنيط به
لقد اشتدت الحاجة في الفترة الأخيرة من الحياة في جميع جوانبها إلى المعلمين حسب مقتضيات العصر ومتطلبات العصر الذي نعيشه ، فالتسارع الذي يشهده العالم على المستويات الحضارية والعصرية يدفعنا إلى النظر إلى المصنع الإنساني الذي يسهم في إنتاج أجيال أكثر فاعلية وإيجابية تنفع وطنها ومجتمعها .
لذلك فإنِّ النتيجة الحيوية التي تنتظرها المجتمعات
– خاصة المجتمع السعودي – هو التقدم العلمي والمادي والروحي وهذا يتوقف بدرجة كبيرة على المعلم في التعلم والتعليم من خلال حسن أدائهم وجودة أساليبهم وجدوى توجههم إلى انجح الطرق والوسائل في تعليم طلابهم حيث يتم بواسطة الاستخدام الأمثل للأدوات التعليمية والتعليم الجيد .
وهذا الدور – اعني دور المعلم – ينبغي أن ينبع من إيمان تام بقدرات الشباب واعتقاد راسخ برؤية المملكة في تحقيق الآمال والطموحات لهذا البلد العظيم ، التي تسعى إلى تحقيقها قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود – حفظهم الله – لتجويد حياة المواطن السعودي الذي أصبح محط اهتمام العالم
لابد أن يُدرك المعلم عبر رسالته الإنسانية أنه أفضل الطرق وأجودها لصناعة الإنسان يكمن في امتلاكه رؤية مجتمعية واضحة ترتبط ببناء الإنسان وتنمية قدراته في بيئة إبداعية محفزة ، إلى جانب توجيه طاقات الطلاب واستثمارها جيداً في شتى مناشط بيئتهم التعليمية ،وتقديم برامج ومبادرات نوعية تسهم في بنائهم ولا يأتي ذلك إلا من خلال إعدادهم معرفياً ومهارياً ؛ ليكونوا قادرين على المساهمة في تطوير الحياة .
إن المعلم الإيجابي مرتكز وطني يفترض فيه أن يكون مساهمًا أمنيًا للمقومات الثقافية والطاقات الإبداعية ؛تحقيقًا لنهضة بلاده ، وبذلاً في تنمية المجتمع والفرد وتطوير ذاته على نحو يواكب تطلعات وأهداف المؤسسة التعليمية التي ينتمي إليها من أجل تحقيق التميز والسبق والأصالة .
وليكن ختام مقالي هنا أن الدور المنوط بالمعلم يبدأ في استناد المعلم نفسه في العمل الذي يقوم به والدور الذي كُلِّف به أن يكون قدوة حسنة تعمل بإيمان راسخ لرفعة الوطن ، وهدف مجيد تتحمل المسؤولية وتؤدي الرسالة وتحفظ الأمانة ، فإنّ مسؤولية المعلم ودوره تحتم عليه أن يحقق أفضل وأنبل غاية وهي النهوض بالتعليم والتعلم ووضع الطلاب في المكانة المنشودة اللائقة بهم ، حين يعدّهم للمستقبل المشرق – بحول الله وطوله – لذلك فقد عهد المجتمع بأبنائه إلى ذلك المعلم ليرعاهم ويعتني بهم ويهتم بحالهم كي يتسلحوا بسلاح العمل ويزودوا بأحسن الأدوات ويكتسبوا أجود المهارات ، لهذا فليكن المعلم على قدر الثقة التي منحه الوطن إياها
المشاهدات : 381
التعليقات: 0