احدث الاخبار

“هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام

“إتقان العقارية” تطرح أرض ربوة العيينة كفرصة للمستثمرين الرواد بالرياض التي تعتبر وجهة استثمارية جاذبة

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء جمعية عناية بالمصاحف

“السديس” يدشن الموقع الإلكتروني لرئاسة شؤون الحرمين بهويته الإبداعية الجديدة

“صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع

تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه .. أمير منطقة الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة في الرياض

تحت رعاية ولي العهد.. المملكة تستضيف غدًا مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض

خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بتعيين (125) عضوًا بمرتبة مُلازم تحقيق على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي

حالة الطقس المتوقعة على المملكة اليوم الأحد

وزارة التعليم تعلن عن تطوير إجراءات نقل المعلمين من خلال برنامج “فرص”

الهلال يتذوق طعم الخسارة الأولى.. الخليج يقلب الطاولة على الهلال ويفوز بنتيجة 2-3

بـ7 مجازر.. ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44176 شهيدًا

المشاهدات : 561
التعليقات: 0

الشيخ صالح.. الصابر المحتسب

الشيخ صالح.. الصابر المحتسب
https://ekhbareeat.com/?p=110245

لقد زرت بالأمس الشيخ الصابر والعم الوقور صالح الأنصاري والد أخينا الصحفي الأديب عبدالرحمن الصالح فرأيت منه العجب في صبره على ما ابتلاه الله به من فقد لبصره، من الانبساط في النفس وسعة الصدر..
فذكرته مواسيًا له وقتها بحديث أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إن الله عزوجل قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، يريد عينيه”٠

فعظم الجزاء يكون لمن وقع له عظيم البلاء ، وإذا به هو من يذكرنا ويعطينا درسًا في الصبر على قضاء الله وقدره ؛ بطيب نفسه وكثرة حمده ، وشكره لله على نعمه الظاهرة والباطنة، ولسان حاله:

إنْ يأخُذِ اللَّهُ من عينيَّ نُورَهُما
ففِي لِسانِي وقلبي مِنْهُما نورُ

قلبي ذَكيٌّ وعَقلي غَيْرُ ذي دَخلٍ
وفي فمِي صارمٌ كالسَّيفِ مأثورُ

والفاقد لنعمة البصر ربما فاته الكثير من نعيم الدنيا ولذاتها ، فضلاً عن الافتقار إلى الناس في بعض شؤونه.
ومع ذلك نجده في صبره يتمثل قول الأول:

إن يُذهبِ اللهُ من عَينيَّ نورَهما
فإنّ قلبي بصيرٌ ما بهِ ضَررُ

أرى بقلبِيَ دُنيايَ وَآخرَتِي
وَالقلبُ يُدرِكُ ما لاَ يُدرِكُ البَصرُ

إن نعمة البصر من أجل نعم الله تعالى علينا ، ولا يعرف قيمتها إلا من أبتلي بفقدها .

وفاقد البصر مصيبته عظيمة جداً
لا يستطيع الإنسان أن يتصورها فضلًا عن أن يتعايش معها، وأقرب مثال إلى ذلك حال الناس إذا انطفأت عليهم الكهرباء فجأة في الليلة الظلماء كيف تكون حالهم من التخبط في الظلام، ويرون أن الأوقات تمضي عليهم من غير طائل، لا يستطيعون فيها رؤية شيء أو القيام بعمل شيء من مصالحهم الشخصية ؛ بينما هذا الذي فقد بصره هو هكذا في كل أحواله.

ولذلك وعد الله تعالى من أبتلي بفقد بصره وصبر ولم يجزع بالجزاء العظيم الأخروي وهو “الجنة”.
أما العوض في “الدنيا” : فقد لمست من عمنا الشيخ صالح أثناء زيارته ما عوضه الله به عن فقد بصره، من الانبساط وسعة النفس ما لا يوجد عند غيره، وسبحان من جعل فقد هذا البصر ينعكس على البصيرة ، بالفهم الثاقب ، والحافظة القوية ، والتمييز بما لا يوجد عند كثير من المبصرين.

وهذا أمر معروف بالتجربة فإنك لو سألت كثيرًا ممن فقدوا أبصارهم فستجد عندهم من الحس المرهف الذي يميز به بين كثير من الأشياء، ويميز به أيضاً بين الناس بالأصوات، ويميز بينهم حتى في قبضة اليد والملامسة، ولو بعد طول عهد ؛ ناهيك عن حفظ الأسماء والمواقف واستحضارها.
وهذا كله من لطف الله تعالى وكرمه على من ابتلي من عباده بفقد بصره.

وفي زيارة عمنا الشيخ صالح أدركت حرصه على أقاربه وإخوانه والسؤال عنهم والفرح بقدومهم لزيارته وسلامة صدره عليهم بلا استثناء.

وأدركت أيضاً عظم نعمة البصر التي رزقنا الله إياها قال تعالى: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون}.

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يلطف بشيخنا وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يبارك له في وقته ، وأن يخلف عليه مافقده من بصره بقوة بصيرته وبحسن خاتمته وأن يجزيه على صبره في الدارين.

?إضاءة:

‏لكل نعمةٍ من الله شكرٌ خاصٌّ من جنسها، وأكمل شكرٍ لها إعمالها فيما يُرضي الله، فأكمل شكرٍ لنعمة البصر أن لا تبصر بها محرمًا وأن تستزيد بها من الحسنات، فإن قصَّرت في هذا وذهبت تشكر هذه النعمة باللسان فقط فلم تؤدِّ شكر النعمة على الوجه الأكمل.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه. الحقول المطلوبه عليها علامة *

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*