باولو كويلو كاتب وروائي وقاص برازيلي لديه قول يصف السعادة “شيئان يحرماننا من السعادة العيش في الماضي ومراقبة الآخرين” السعادة دائماً صعبة وصفها من شخص لآخر، فمثلاً
الفقير يرى السعادة هي الثروة والغني يرى السعادة ماذا ؟
المريض يرى السعادة هي الصحة والمتعافي يرى السعادة ماذا؟
الفاشل يرى السعادة هي النجاح والناجح ماذا يرى من السعادة؟
وهكذا نستمر في الخلط بين السعادة والنواقص لكل منا نواقص ولكل منا سعادته الخاصة، لذا أعود إلى قول باولو كويلو وهي وصفة سحرية للجميع بالرضا بما أنت به مع السعي لتحقيق أهدافك، لكن مع ذلك لم أتوقف عن البحث لأرى هل أنا سعيدة وكيف أعرف؟.. قرأت للكثير من الفلاسفة القدماء والحديثين للبحث عن وصف السعادة ولإيجاد تبيان صحيح ، فمثلاً يقول سقراط “سر السعادة كما ترى لا يتم في السعي إلى المزيد ولكن في تنمية القدرة على التمتع بأقل” وأفلاطون يقول ” الذي يسعى إلى أن يؤدي كل شيء في حياته إلى سعادة هو ذلك الذي يعتمد على نفسه وليس على الآخرين “.. وأما تلميذه أرسطو يقول ” إن الإنسان لن يملك السعادة إلا إذا تطورت ملكاته وقدراته”.. وألبرت شفايتزر يقول ” السعادة صحة جيدة وذاكرة ضعيفة “.. وجون ستيوارت ميل يقول ” تعلمت أن أجد السعادة من خلال الحد من رغباتي عوضاً عن محاولة إشباعها كلها “.. وبرتراند راسل يقول ” يسعى الإنسان دوماً إلى السعادة وفي طريقه إلى ذلك يحتاج إلى ثلاثة أشياء : الأمل والمغامرة والتغيير “.. كما هو واضح هناك اختلافات بينهم من وجهة نظرهم الشخصية وثقافتهم وبيئتهم التي عاشوا فيها…
ما أريد أن أقوله هو أن السعادة تختلف من إنسان لآخر ومن وقت لآخر ومن عمر لآخر وصعب تحديدها..
مسك الختام ” السعادة الحقيقة كما أراها مذكورة في القرآن الكريم في سورة القصص الآية (٧٧) “وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” فالسعاده تتضمن الإيمان بقضاء الله وقدره والرضا بما أعطاك والحمد له ومع ذلك لا تنسى نصيبك من الدنيا بالعمل وتحديد الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والعائلية والإحسان لله من خلال عملك الصادق والخير، وتقديم المساعدة للمحتاج قدر استطاعتك ، والابتعاد عن التبذير والإفراط
” السعادة هي بذور عملك التي تزرعها في أرض مسيرتك”
المشاهدات : 284
التعليقات: 0