الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
في هذا الصباح الجميل المشرق أخترت لتأملاتي قوله صلى الله عليه وسلم: (( من أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها يا ابنَ جُعشُمٍ يَكفيكَ منها ما سدَّ جوعَك ووارى عورتَكَ وإن كانَ بيتًا يواريكَ فذاكَ فلقُ الخبزِ وماءُ الجرِّ وما فوقَ ذلِك حسابٌ))
* وفي رواية حسنها الألباني من رواية عبيدالله بن محصن ــ رضي الله عنه ــ جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم: (( مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا )) أخرجها الترمذي
( ٢٣٤٦) وابن ماجه (٤١٤١)
فمن التأملات في هذا الحديث:
* أن نعم الله على عباده عظيمة القدر لمن تأملها، وأنها لا تعد ولا تحصى.
* أن الحديث فيه بيانُ ضَرورةِ حاجةِ الإنسانِ إلى الأمانِ والعافيةِ والقوتِ.
* أن التذكير بها يستوجب أداء حقها وهو الشكر على الدوام.
* أن هناك نعم لا تقدر بثمن اعتادها كثير من الناس لدوامها واستمرارها ولكن الحقيقة المرة أنهم غفلوا عن شكرها.
* اشتمال الحديث مع اختصار عباراته على أعظم النعم التي تسعى دول العالم في تحقيها لشعوبها وتضحي في سبيل ذلك بكل ما تملك؛ وهي ما يسمى ( بالأمن السياسي، والأمن الفكري، والأمن الغذائي، والاجتماعي و النفسي …. الى غير ذلك من أنواع الأمن التي لا سعادة للمجتمعات إلا بتحقيقها وحصولها كاملة من غير نقصان.
* أن المسلم اذا اجتمع له قوت يومه وأمنه بين أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه، وسلامة بدنه من الأمراض، فكأنما ملك نعم الدنيا بأسرها، لأنه لو فقد واحدة من النعم التي وردت في الحديث ما تنعم بأي نعمة أخرى ولو كانت عظيمة في نظر الناس.
* يدل الحديث على أننا سنحاسب ونسأل عن كل نعمة ولو صغرت في أعين الناس (ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَىِٕذٍ عَنِ ٱلنَّعِیمِ﴾
* أننا في هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين الشريفين – المملكة العربية السعودية – ننعم بنعم عظيمة وغالية جدا ما ذكر في الحديث وما لم يذكر: كنعمة العقيدة والدين ونعمة التمسك بالكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، ونعمة اجتماع الكلمة، ووحدة الصف، والاجتماع تحت ولاية راشدة وقيادة حكيمة فالحمد لله أولا وآخرا والحمد لله على كل نعمة علمناها أم جهلناها، خاصة أم عامة، في قديم أم في حديث والصلاة والسلام على خير الأنام وعلى آله وصحبه أجمعين.
* كتبه .د فيصل بن عطاالله الصاعدي
رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمركز الفريش
والمشرف التربوي بمكتب التعليم بقباء ــ المدينة المنورة