بفضل الله تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، من إجراء عملية زراعة كلى لـمريض في العقد الثالث من العمر، كان يُعاني من الفشل الكلوي ويجري 3 جلسات للاستصفاء الدموي أسبوعياً، واكتنفت حالته الصحية الكثير من التعقيدات التي صعبت من عملية زراعة الكلى ، هذا ما أوضحه الدكتورعزام إبراهيم السعيد طبيب أمراض الكلى.
والذي أضاف بأن المريض كان يعيش على الغسيل الدموي منذ 2017 م، وعند وصوله للمستشفى تم إخضاعه لفحوصات طبية دقيقة بأشعة الرنين المغناطيسي (M.R.I) والتصوير المقطعي (C.T Scan) والتحاليل المخبرية، وكشفت النتائج عن وجود ورم بالمثانة ، مع ارتفاع شديد في نسبتي هرمون الغدة الجار درقية وضغط الدم، الأمر الذي يُصعب من إجراء عملية زراعة الكلى.
وأضاف الدكتور عزام أن الفريق الطبي وضع خطة علاجية على ثلاثة مراحل، وركز بالمرحلة الأولى على متابعة المريض مع أطباء الأورام ، حيث تم أخذ خزعة من الورم وفحصها مخبرياً، وقد أبانت النتائج أنه من النوع الحميد وذا حجم صغير، ولا تأثير له على المثانة أو مجرى البول.
تبع ذلك البدء في المرحلة الثانية من الخطة العلاجية للسيطرة على مشكلة إرتفاع هرمون الغدة الجار درقية ، والتي لم تستجيب للأدوية التحفظية، موضحاً أن المريض ذهب لمستشفى آخر لإستئصال جزئي للغدة، لكن نسبة الهرمون استمرت مرتفعة، ومن ثم توجهه لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي لحل تلك المشكلة، حيث أجريت له عملية جراحية لإزالة الغدة الجار درقية بالكامل، وقد تكلل التدخل الجراحي بالنجاح ولله الحمد، وتم ضبط نسب الهرمون بالجسم بما يسمح بإجراء عملية زراعة الكلى.
وأفاد أن المرحلة الثالثة والأخيرة من الخطة العلاجية ارتكزت على إجراء عدد من الفحوصات الطبية الدقيقة للمريض والمتبرع، خلصت إلى أنه لا مانع من إجراء عملية زراعة الكلى خاصة مع وجود تطابق بالأنسجة بينهما بنسبة تجاوزت 80%، حيث تم إطلاع المريض وذويه على كافة تفاصيلها والحاجة لتركيب قسطرة داخلية لإخراج البول بعد إجراء العملية.
وقال الدكتور عزام أنه تم إجراء عمليتين استغرقتا “6” ساعات متواصلة تحت التخدير العام ، تم فيهما استئصال الكلية اليسار من المتبرع ومن ثم زراعتها بالجهة اليمنى للمريض، الذي نقل بعدها للعناية المركزة ووضع تحت التنفس الإصطناعي.
وأكد الدكتور عزام أن المريض في اليوم الثاني للعملية تحسنت حالته واستقرت نسبة ضغط الدم لديه، وتم سحب جهاز التنفس الإصطناعي وتحويله لجناح التنويم، مشيراً إلى أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد، إذ تبين استجابة الكلية المزروعة بشكل فوري وحدوث تدفق للبول بكميات جيدة ونقاء الجسم والكلى من أية سموم، وخرج المريض من المستشفى بعد “7” أيام وهو بصحة جيدة، مضيفاً بأنه تم وضع برنامج للمتابعة الدورية في عيادتي الكلى والمسالك البولية لمدة عام كامل.