يعتمد النجاح الإداري في منظومة المجال الرياضي على الوصول إلى الأهداف وتحقيق الإنجازات والنتائج المرضية بأقل جهد ووقت. فإذا أرادت الأندية أو أي منظومة رياضية النجاح في الجانب الفني وتحقيق الإنجازات، عليها الاهتمام أولاً بتنظيم العمل الإداري وتطويره باختيار الكفاءات المتخصصة. من المؤكد إذا لم تنجح إدارياً لن تصل إلى الإنجازات. (الفوضى الإدارية والعمل العشوائي طريق الفشل).
– تطور الفئات السنية في الأندية مرتبط بمن يعمل مع هذه الفئة من إداريين وفنيين. ومن الغريب وجود من ليس له أي علاقة مع الرياضة مشرفاً وإدارياً ومدرباً لكرة القدم. لابد من وضع آلية وشروط لمن يعمل في إدارة الفئات السنية. مواهب كروية كثيرة تبخرت بسبب دكتاتورية وجهل بعض الإداريين ومدربي الأندية غير المتخصصين.
– من الضروري والمهم اختيار وانتقاء مشرف ومديري الفئات السنية في الأندية لأنهم هم من يحددون ويختارون من يعمل في قطاع البراعم والناشئين في الجانب الفني والإداري. فإذا فشلت إدارة النادي في اختيار المشرف العام، لن يصل النادي إلى الإنجازات في هذا القطاع. (البعض منهم عكوز بكوز مع كل إدارة مركوز) رغم فشلهم لعدة سنوات.
– الاهتمام بالمواهب الكروية في الفئات السنية (براعم – ناشئين – شباب) من أولى الخطوات لتطوير كرة القدم في جميع دول العالم المتقدم، فهم من الركائز الأساسية والمهمة في التخطيط نحو كرة قدم عالمية. وتجاهل هذه الفئة من الموهوبين يؤدي إلى دفن مواهب وكفاءات كان بالإمكان أن يكون لها تأثير ودور كبير في تحقيق إنجازات للوطن قارية وعالمية في المستقبل. والمواهب الرياضية الصغيرة من النشء في جميع الألعاب (كرة قدم وسلة وطائرة) وغيرها من الألعاب هم المستقبل والنواة والبذرة الرئيسية في أي مشروع مستقبلي. فلا بد من مراعاتهم والاهتمام بهم وإعطائهم حقوقهم وحفظها. فمن الواجب ألا نعرقل مسيرتهم الرياضية بالمحسوبيات والعلاقات الشخصية والاجتماعية.
– من الظلم أن يصبح الإداري غير المؤهل هو من يحدد مستقبل واستمرار اللاعبين الموهوبين بين النجومية والفشل. والغريب أن هؤلاء الإداريين يجدون من يقف معهم ويدعمهم، ونشاهدهم بكثرة في بعض الأندية. ورغم فشلهم، إلا أنهم مستمرون في مناصبهم وينتقلون من مكان إلى آخر، وأصبح الفشل ينتقل من مكان إلى آخر أقوى وأسرع من عدوى فيروس كورونا. (أعتقد في خصخصة الأندية لن يكون لهم مكان).
التعامل مع لاعبي الفئات السنية والنشء في كرة القدم إدارياً لا يحتمل المحاولة والخطأ، وإنما يحتاج إلى إداريين متخصصين وتربويين. وما نشاهده اليوم من العمل الإداري في كثير من أنديتنا لا يوحي بالاحتراف الإداري، ورغم توفر جميع الإمكانيات، إلا أن هذا العمل لا يرتقي إلى تطلعات المسؤولين عن رياضتنا السعودية. ونلاحظ أن بعض الأندية تكلف إداريين من الشلة.
– السبب الحقيقي في هروب واختفاء وندرة المواهب الكروية هو إهمال بعض إدارات الأندية في توفير الإداريين والمدربين المؤهلين والمتخصصين في كيفية التعامل مع النشء والمواهب الذين يعرفون خصائص نمو المراحل السنية. ما نشاهده الآن في بعض الأندية هم مشرفون وإداريون من الصدف الذين لا يملكون أي ثقافة إدارية رياضية ويفتقدون للكارزما الرياضية.
(الإداري قدوة للاعبين وليس نقمة).
في النهاية:
الاختيارات الفنية والإدارية في بعض الأندية أصبحت لمن هم أقرب لإدارة النادي وليس لمن هم أجدر، لذلك تحولت بعض الأندية لديوانيات. هل بعد التطور الكبير في خصخصة الأندية والاستثمار الرياضي، سنشاهد هؤلاء الفنيين والإداريين في مناصبهم؟ لابد أن تواكب الاختيارات طموح المسؤولين عن رياضتنا لتحقيق رؤية 2030 في المجال الرياضي. إذا استطاعت الأندية اختيار إداريين للفئات السنية، فأعتقد أنها قطعت شوطاً كبيراً في الوصول إلى النجاح.
