يعتبر فن الكاريكاتير من أقدم فنون الرسوم الساخرة، وهو مصطلح مشتق من الكلمة الإيطالية (كاريكير) والذي يعني أن يقوم الشخص بتحميل الشيء أكثر من طاقته، ويعرّف قاموس أكسفورد الإنجليزي الكاريكاتير بأنه “تصوير شاذ غريب مثير للسخرية للأشخاص أو الأشياء عن طريق المبالغة في ملامحهم الخصائصية البارزة وهو أيضا رسم ساخر أو محاكاة ساخرة للواقع”.
ويعد المصريين والاغريق والرومان من أوائل من قاموا برسم الرسوم الساخرة على جدران الكهوف وذلك من أكثر من 3000 عام قبل الميلاد، أي ما قبل عصر الكتابة؛ كون الرسم الرمزي ظهر قبل مرحلة الحرف بمراحل. والتعبير بالصورة رافق الإنسان منذ بدايته، فكان الانسان قديمًا يرسم على الكهوف كل ما يخطر على ذهنه. حيث إن البرديات والجداريات الفرعونية القديمة هي ما تدل على أن الكاريكاتير كان معروفًا في التاريخ القديم وخاصة في مصر.
وللكاريكاتير أنواع وأشكال عدة حسب مضمونه وحسب وجوده في الصحف وأهميته في الحياة، فهناك الكاريكاتير السياسي والذي يعرض الموضوعات السياسية كالانتخابات البرلمانية والصراعات والقضايا الدولية، وهناك الكاريكاتير الاجتماعي الذي يصوّر الموضوعات الاجتماعية كموضوعات الزواج والطلاق وهناك الكاريكاتير الرياضي الذي يختص بالمواضيع الرياضية والمحكمين الرياضيين، وغيرها من الأنواع.
ويقول الفنان الكاريكاتيري المصري عثمان بهجت: “إن فن الكاريكاتير قديم حديث، وأن بداياته قديمة جدا بدأت من أيام الفراعنة، فهناك برديات كثيرة عليها رسوم كاريكاتيرية تتحدث عن انقلاب الأوضاع عليها، مثال: فرس النهر واقف بحجمه الكبير على شجرة، أو طائر يضع سلمًا على جذع شجرة ويحاول أن يصعد على درجاته، أو الذئب في صورة راعي الغنم؛ وهذا نوع يصنف من السخرية الراقية”.