قبل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ صباح غد الأحد، ورغم التوافق على تهدئة ميدانية يفترض أن تبدأ عصر اليوم السبت، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على مناطق متفرقة من شمالي القطاع المدمر.
وأفاد مراسل “العربية/الحدث” بأن غارة عنيفة استهدفت حي التفاح وشارع يافا شرقي مدينة غزة، بينما شنت القوات الإسرائيلية غارات أخرى على جباليا والنصيرات شمالاً ودير البلح وسط القطاع.
وفي بيان له، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات على 50 هدفاً في أنحاء قطاع غزة يوم الجمعة. كما ارتفعت وتيرة الغارات خلال الساعات الأخيرة في كامل أنحاء القطاع، وفق ما أكده مراسل “العربية”.
كما أطلقت زوارق حربية إسرائيلية نيرانها باتجاه ساحل مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع، بالإضافة إلى مناطق شمالي القطاع، بينما ظلت الدبابات الإسرائيلية متمركزة في المناطق السكنية شمال غزة.
تحذير من العودة إلى الشمال وسط أوضاع مأساوية
في سياق متصل، حذر الدفاع المدني في غزة السكان من التسرع في العودة إلى شمالي القطاع فور إعلان سريان الهدنة، مشيراً إلى أن طريق نتساريم لا يزال محظوراً.
ووفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 46,899 قتيلاً و110,725 مصاباً. كما أوضحت الوزارة أن الجيش الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية، أدت إلى مقتل 23 فلسطينياً وإصابة 83 آخرين.
ورغم الإعلان عن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس مساء الأربعاء الماضي، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية التي حولت معظم أبنية شمال القطاع إلى أنقاض.
في غضون ذلك، نزح ما يقارب مليوني فلسطيني مرات عدة خلال 15 شهراً، في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة القيود الإسرائيلية على المساعدات الطبية والغذائية، ما أدى إلى انتشار الجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية بشكل كارثي.
الأوضاع الميدانية معقدة
ومع استمرار الغارات والقصف على غزة، تتجه الأنظار إلى يوم غد الأحد الذي من المفترض أن يشهد بدء تنفيذ وقف إطلاق النار. ومع ذلك، تبقى الأوضاع الإنسانية في القطاع محط قلق كبير، في ظل شح المساعدات والتدمير الواسع الذي طال البنية التحتية، مما يضاعف من معاناة السكان المدنيين.