الأذان المرتقب، ينادي فيه المؤذن بـ(حي على الصلاة حي على الفلاح) بدلًا من (صلوا في بيوتكم)
فهل نعرف وندرك معنى (حي على الصلاة حي على الفلاح) التي افتقدناها؟
تأملوا هذا السؤال، وذاك الرد عليه:
عن عبدِاللَّهِ وَقِيلَ: عَمْرِو بْنِ قيْسٍ المعرُوف بابنِ أُمِّ مَكْتُوم،
المُؤَذِّنِ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ:
يا رسولَ اللَّه إِنَّ المَدِينَةَ كَثيرَةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: تَسْمَعُ حَيَّ عَلى الصَّلاةِ، حَيًّ عَلى الفَلاحِ، فَحَيَّهَلًا.
دعوة صريحة من سيد البشر عليه الصلاة والسلام، لإجابة نداء (حيّ على الصلاة)؛ ففيه الفلاح والنجاح، من رب العالمين.
كم من قلوب تاقت للقاء الله في بيوته.
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَال}
(عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: أدركت أصحاب رسول الله وهم يقولون: المساجد بيوت الله، وإنه حقّ على الله أن يكرم من زاره فيها)
الله تعالى كريم؛ فلتكن عباداتنا شكرًا و حمدًا على هذا الكرم، وعلى سائر النعم.
أيها الفضلاء:
كم من نفوس تدرك أن عزة المسلم تكمن في وحدة المسلمين وتوحيد صفوفهم، و لا عزة و منعة و تمكين إلا حينما نكون قلبًا واحدًا متجهًا إلى إله واحد، و هدف واحد..
يا لها من فرحة للمسلمين بعودة هذا اللقاء، و سماع ذلك النداء..!
كيف لا، وهو لقاء في بيوت الله، لا يُدعى و لا يُرجى فيه إلا الله..
فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك.
قد يرد سؤال:
و ماذا بعد أيها المسلمون العائدون لبيوت الله؟؟
عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: مَنْ سَرَّه أَن يلقى اللَّه تَعَالَى غدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلى هَؤُلاءِ الصَّلَوات حَيْثُ يُنادَى بهنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم ﷺ سَنَنَ الهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِن سَنَنِ الهُدى، وَلَو أَنَّكُمْ صلَّيْتم في بُيوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّف فِي بَيتِهِ لَتَركتم سُنَّة نَبِيِّكم، ولَو تَركتم سُنَّةَ نَبِيِّكم لَضَلَلْتُم، ولَقَد رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّف عَنها إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاق، وَلَقَدَ كانَ الرَّجُل يُؤتىَ بِهِ، يُهَادَي بيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.
وفي روايةٍ لَهُ قَالَ: إِنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى، وَإِنَّ مِن سُننِ الهُدَى الصَّلاَة في المسَجدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ.
أيها القراء :
هذا الأذان، و النداء فيه، ما هو إلا دعوة لأمر عظيم ، يقول ﷺ: أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وفي الرواية الأخرى: فإن قبلت صلاته قبل منه سائر عمله، وإن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله.
الله أكبر..
ما أعظم أن نحافظ على الصلاة، و ما أعظم و أروع أن نعظمها في قلوب أجيال الأمة؛ لتكون قائدًا لهم إلى كل خير، و مبعدة لهم عن كل شر..
{إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ }
المشاهدات : 1583
التعليقات: 0