ماذا بعد رفع الحظر؟
ماذا بعد أن عادت الحياة، وانتعشت المدن والقرى وامتلأت الطرقات؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال دعونا نتأمل رحمة الله وعدله، وهو أرحم الراحمين.
ونتأمل حالنا في بداية الأزمة (خوف، وهمٌّ، وضيق، و فراغ، وشتات عاشه الكثيرون) ولم يسبق لهم أن عاشوا ذلك الوضع من قبل، وقد جاءت رحمة الله تعالى وتداركتنا بأمره وقدره سبحانه، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء، سبحان من بيده (كن فيكون)
ما ألطفك يالله..! وأنت القائل في محكم كتابك:
{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}
في القرآن الكريم ورد كثيرًا عفو الله ورحمته، ووردت قصص كثيرة لأمم حذرهم الله تعالى من الكفر والطغيان، وارتكاب المحرمات بشتى أنواعها، وما كان منهم إلا السماع دون العمل والإقلاع عن الذنب، وبعد نزول العقاب، دعوا الله.
قال الله تعالى: {فلولآ إذ جآءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون}
يقول القرطبي في تفسيره:
(قوله تعالى: فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا لولا تحضيض، وهي التي تلي الفعل بمعنى هلا; وهذا عتاب على ترك الدعاء، و إخبار عنهم أنهم لم يتضرعوا حين نزول العذاب. ويجوز أن يكونوا تضرعوا تضرع من لم يخلص، أو تضرعوا حين لابسهم العذاب، والتضرع على هذه الوجوه غير نافع. والدعاء مأمور به حال الرخاء و الشدة ; قال الله تعالى: ادعوني أستجب لكم و قال: إن الذين يستكبرون عن عبادتي أي: دعائي سيدخلون جهنم داخرين وهذا وعيد شديد . ولكن قست قلوبهم أي: صلبت و غلظت، و هي عبارة عن الكفر و الإصرار على المعصية، نسأل الله العافية. و زين لهم الشيطان ما كانوا يعملون أي: أغواهم بالمعاصي و حملهم عليها .)
العودة بحذر:
مسؤولية وواجب اجتماعي ووطني
و لابد للفرد والجماعة من الالتزام بالتدابير الوقائية؛ للحفاظ على النفس، والأسرة، والمجتمع، والوطن.
أيها الكرام :
بالتأمل في أوضاع المجتمعات و الدول، نجد أننا و لله الحمد ننعم بكثير من النعم والخيرات، في ظل دين عظيم في تعاليمه، و ولاة أمر حريصون على تطبيق ما من شأنه حفظ الوطن و المواطن، وفي ظل وعي من المواطنين، كل هذه الأمور نعمة تستحق الشكر، و وعي يستحق الإشادة.
و مع العودة للأوضاع الآمنة السابقة، يجب أن نعود بحذر، و بتأني، ولا نندفع متناسين التوجيهات المهمة التي تصلنا كل لحظة من وزارة الصحة، وغيرها من القطاعات المسؤولة، وتوجيهات من ينتمون لهذا الوطن المعطاء ممن ينقلون لنا بعض رسائل التوجيه والتحذير، والتطمين من أجل وعي المجتمع..
أيها الفضلاء:
من نعم الله في هذه المحنة أن تجلت أمور كثيرة، بان فيها و ظهر حرص ولاة أمرنا و علمائنا، ووطنية شعبنا.
فاللهم لك الحمد أولًا و آخرًا على نعمة الإسلام و مبادئه..
همسة :
لنكن عونًا، ويدًا قوية مساندة لولاتنا وعلمائنا، وجنودنا.
المشاهدات : 2839
التعليقات: 0