هذا العنوان ربما يكون غريب قليلاً على من إعتاد حضور دورات تطوير الذات تحت مسمى التنمية البشريّه، في الحقيقة لابد أن نكشف الأوراق لكي لا تقع في هذا الفخ الذي هو عباره عن بئر عميق حتى ولو كنت تجيد السباحه لن تنجو مِنه.
تكمن المُشكله في كتب تطوير الذات أيضاً حيث أنها تزرع في قَلبك الأمل ولكنها تنزع الخصوبة من أرضهِ من خلال فصلك عن الواقع وإقحامك في أفكار خياليّه و ورديّه وحياة القوس قزح الخاليه من المشاكل والضغوط.
من ضمن المواقف التي لن أنساها، أتذكر مرة شاهدت دورة عن النجاح وتطوير الذات وفي بداية المحاضره قال المُلقي: أحضروا ورقه وأكتبوا جميع مشاكلكم فيها ومن ثَم مَزِقوها وبذلك تنتهي صعوباتكم ومشاكلكم، وآخر يقول قِف أمام المرآه وردد حُلمك كُل يوم وسيتحقق مع مرور الوقت، وأخيراً هنالك من يُصدق هذه الخرافات و من هذا المنطلق أيقنت أن الموضوع بأكمله مجرد تفاهه و وهم وأن التطور الحقيقي يبدأ مِنك شخصياً، النجاح لابد أن تصنعهُ انت بنفسك، بصبرك وعلمِك ورجاحة عقلك، ربما هنالك مسببات، نعم؛ ولكن
المسبب الرئيسي هو ذاك الدافع الذي بداخلك، ذلك الدافع الذي لن يستيقظ إلا بأمر مِنك ليس مِن غيرك.
أنظر عن كثب للشاعر المتنبي و الكاتب الروسي تولستوي و العالِم أينشتاين و المفكر إدوارد سعيد، وغيرهم الكثير لو تتبعت سيرتهم لن تجد أنهم أهتموا ابداً بتطوير الذات بل لايوجد هذا المصطلح في قاموس الناجحين فكُل شخص منهم لديه طريق للنجاح لا أحد يُشاركه فيه، دعك من هذا الوهم الذي أصبح هوس فبعض الأشخاص مازال لديه الأمل في النجاح من خلال قراءة بعض النقاط فقط أو نصائح يلقيها أشخاص ونسي أن هذه مجرد تجارب شخصيّه أو معلومات وفرضيات لا قيمة لها في أرض الواقع دون وجود الإيمان الحقيقي لتحقيقها، فلا تضيع وقتك ومهد طريقك، ولو أمعنت النظر بكلام من يدّعي أنهُ سيطور ذاتك ستجد أنه مجرد أسطوره لا فائده منه سوى حشو العقل بنظريات وطرق يتيمه للنجاح، التي لو كانت صحيحة لأصبح العالم كُله ناجح بلا فشل ولا عثرات، يكفيكَ أن تعمل بجد وتكافح لصعود درج التميز دون الرجوع إلى أي كتاب لتطوير الذات أو دورة تدريبيه برسوم ماديه.
إبتعد قدر الإمكان عن هذا الجمع وجدّف بعيداً عن أضواء التصنع .. لكي لايجيء اليوم الذي تجد نفسك فيه في حلقة مفرغه.
يكفيك أن تقرأ سيرة النبي العظيم خاتم الأنبياء وتتعلم من المواقف التي مر بها والصبر الذي كان عنوانا له، فالكلام الكل يستطيع قوله ولكن الفعل قَلّ من يفعله.
المشاهدات : 5214
1 تعليق