ذات يوم سُرقت مشاعري..
كتبت مقالًا عن الوطن، نثرت فيه أجمل وأرق المشاعر تجاه وطني، تلك المشاعر تمثلني وتمثل كل مواطن صالح يفدي الوطن بما يملك، ويشعر بالمسؤولية تجاه أغلى وطن،( بلد الحرمين الشريفين)
وما زالت تلك المشاعر منبعها الأصلي قلبي وبوحي، أعبر بها عن الجميع ولا أرضى سرقتها من أي أحد..
ولأن المشاعر قد تسرق ولا تنتهي،
هأنذا، أعود مجددًا لأكتب لوطني..
وطني : ما أجمل أن تضاف إلى ياء المتكلم، فتحتويك أجمل المشاعر كما احتويت أجسادنا ونَمَتْ على أرضك بكل سمو ورفعة.
وطني:
في ذكرى التأسيس مشاعر مختلفة، وفي ذكرى التوحيد ذكريات مشرقة..
في وطني:
هنا بوحي هنا قلمي هنا ترنيم أشعاري
هنا وطني الذي في أرضه داري وأسراري
أيا وطن السمو فداكَ خوان وغدارِ
لا، ولن نساوم على حب الوطن، فهو روح في أجسادنا، وجسد يحتوينا.
أيها الكرام:
عندما نتحدث عن الوطن فنحن نتحدث عن ولاء، وعطاء، وأمن، واستقرار.
عن فرحة كبرى نعيشها داخلنا صباح مساء،
وعن يد عظمى ضمتنا جميعًا إلى قلب واحد.
عندما نتحدث عن الوطن فنحن نستشعر قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ}
إن طاعة تستلزم طاعة الله، لهي أعظم طاعة.
أيها القراء:
في ذكرى تأسيس الوطن لسنا وحدنا من يتحدث، إنما لنسمع للتاريخ حينما يسرد لنا ذكرى التأسيس بمنظار البطولة والشموخ، ويرينا الرفعة والسمو من جانب أوسع، تاريخ ملك مؤسس، وبطولة شعب وفيّ، وما ذاك إلا استمرارًا للوحدة،
ونبذ الخلاف..
إنه استمرار لتاريخ بدأ على نهج محمد صلى الله عليه وسلم، ومازال عبر عصور مضت يستنهض المكان وسكانه في جزيرة العرب الشماء، ويستلهم مع ذلك كل مسلم على وجه الأرض..
وطني:
وطن عطاء ممتد ليس له حدود في الوفاء والكرم، لكل من يدين بالإسلام وشريعته السمحة،
لسان حاله يقول:
إذا اشتكى مسلمٌ في الهند أرّقني
وإن بكى مسلمٌ في الصِّين أبكاني
ومصرُ رَيحانَتي والشَّام نرجستي
وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
لكل مواطن ومواطنة:
أقف أنا وأنتم اليوم لنقول للعالم أجمع:
نحن فداء لوطن العزّ والوفاء…