كم من مرة أسيئ فهمك من قبل الآخرين ؟ أو انت أسأت فهم الآخرين ؟ ولماذا يفسر الناس كل كلمة يسمعونها بعكس ما قيلت له هل النوايا اختلفت؟
نسأل أنفسنا هذه الأسئلة كلما تعرضنا إلى هذه المواقف في حياتنا اليوميه سواءً على أرض الواقع أو في وسائل التواصل الاجتماعي، ويحدث ذلك أثناء الحوار مع شخصٍ ما فيُسئُ فهمك من دون قصدٍ منك بسبب كلمةٍ قلتها وأنت تريد بها معنى آخر فالآخرين لا يستطيعون قراءة أفكارنا أو نيّاتنا، بل هناك منْ يفسر حركاتك بشكلٍ خاطئ فالإنسان الخجول أو الإنطوائي يوصف بالمتكبر او المغرور وقِس على ذلك الكثير من المغالطات التى نراها .
وأنا هنا أريد أن ألقي الضوء على بعضٍ من مسببات هذا الأمر، ومن أهمها الضعف اللغوي في الكلام والإختلاف في المعاني والمفردات بين الأفراد وأن لكل فردٍ قدراته الذهنية والفكرية، وكذلك إختلاف الثقافات أو المستويات التعليمية، و أيضاً البغض الشديد أو الحب الشديد بين الطرفين يجعلهم يسيئون الفهم أحياناً أو التسرع في إطلاق الأحكام بدون الاستماع للطرف الآخر .
إذا ساء فعلُ المرء ساءت ظنونه، وصدّق ما يعتاده من توهمِ، سوء الفهم يولّد الشك وهو سوء الظن الذي يسبب الكثير من المشاكل والخلافات بين الأخوة والأصدقاء، فلماذا لا نتوقف قليلاً عن الغضب من كلمة سمعناها أو رسالة قرأناها دون أن نتبيّن ماذا يقصد بها وما الغرض منها ؟ قبل أن نشعل فتيل الغضب والإساءة للطرف الآخر ونقذفه بسيل من الإتهامات وهو لم يكن يقصد بأن يسئ إليك .
انقطعت الكثير من العلاقات بين الطرفين لهذه الأسباب وذلك لعدم محاولتهم خلق الأعذار لبعضهم البعض، وقد قيل “إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره، فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصبته، وإلاَّ، قل: لعلَّ له عذرًا لا أعرفه” .
و دائما ما نجد من يفسر الأقوال و الأحداث على هواهم و يتم تناقل هذه الأقوال بين الناس بالزيادة أو النقصان و المتلقي يبدأ بالتعليق عليها دون تحري الصدق فيما نقل إليه وهذا لأنك فهمت ما أردت أن تفهمه لا ما أردت أنا أن أقصده، فمن أرادك سيفهمك ومن أساء بك الظن سيُصدّق عليك كل أوهامه، او كما قال ابن الجوزي “الحق لا يشبه الباطل و إنما يموه بالباطل عند من لا فهم له” .
ومجمل القول لا تستعجلوا في إطلاق الأحكام على الناس فلربما هناك أموراً لا تعرفونها ولم تتضح لكم أو أن المقصود تماماً يختلف عما كنت تتصوره التمسوا الأعذار لهم حتى لو اعتقدتم أنهم على خطأ .
المشاهدات : 2626
التعليقات: 0