هناك.. مرحلة ما بعد التسامح مع الآخرين..
مرحلة بها طبقات أعمق وأقرب إلى النفس
في هذه المرحلة تظن أنك سامحت الآخر بشكل كامل، وفي الحقيقة تستطيع ان تتعامل معه وان تنظر له نظرة جديدة وتشعر نحوه بشعور جديد..
لكن أحيانا يبقى هنالك شيء عالق لاتدري ماهو أو أين هو.. فأنت لست عالق بالزمن الذي حدثت به المشكلة وتراكمت بعدها المشاعر ولست في المكان الذي كنت به عندما كنت تشعر بالاستياء نحو ذلك الشخص..
كل شيء قابل بأن يزول لكن في جوفك يبقى نوع من أنواع الألم الذي لم تدركه من قبل.. ألا وهو الألم الذي تحمله كـ نتيجة لهذا الموقف مع هذا الشخص.. مشاعرك ليست بعد الآن نحو الشخص للخارج إنما نحوك للداخل.. تشعر بالاستياء من نفسك على نفسك..
ويأتي على بالك ذلك السؤال: كيف سمحت لنفسي بأن تعيش هذه التجربة وتحمل هذا الكم من الألم؟
اذا وصلت الى ذلك الحال فذلك يعني أنه حان الوقت كي تسامح نفسك. وهذه المسامحة الأعظم فاذا استطعت ان تسامح نفسك لأنك سمحت لما حدث بأن يحدث ولأنك حملت نفسك الألم الذي يفوق طاقتها ومازال هذا الألم حمل وعبء..
فاذا استطعت أن ترى هذا الألم وتشعر به وتتقبله وتسامح نفسك عليه وتعتذر لروحك وقلبك فستشعر حينها أنك فعلاً سامحت الآخر.. الآخر ليس سوى مرآة لك.. مسامحة الآخر متبلورة على مسامحة نفسك..
ولأن المسامحه امر فوق الطبيعي فإن الله رفع قدر من يتحلى به..
فقال سبحانة وتعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
المشاهدات : 5034
التعليقات: 0