عندما التحقت بالحركة الكشفية في مرحلة الأشبال عام 1394هـ، يبدو لي أني لفت نظر قائد الوحدة – آنذاك – محمد بريك، بالحماس وحب التعلم بالسؤال عن كُل شيء، حتى أني كنت في الفسح استغل الوقت واذهب إليه استفسر عن معلومة أو ليُعلمني مهارة ، حتى فاجأني ذات يوم وأعطاني كتاباً وسم بـ “دليل الكشاف” لمؤلفه عبدالعزيز بن عبدالكريم الفائز، والذي كان يتضمن كُل شيْ أحتاجه وزيادة، وكان أكثر مايقلقني لو قال “اعد الكتاب” فحرصت أن أعرف كيف يمكنني الحصول على نسخة منه فأرشدني حينها إلى أن بإمكاني أن أطلب من شقيقي الأكبر مراسلة إحدى المكتبات في جدة والحصول على الكتاب مُقابل أربعة ريالات بالإضافة إلى قيمة الطوابع البريدية، الأمر الذي جعلني أجمعها قرشاً قرش ربما على مدى شهر أو شهرين حتى وفرت المبلغ المطلوب ، وحصلت حينها على الكتاب الذي أعتبره اليوم من أهم المراجع الكشفية السعودية لما يحتويه من معلومات وصور وخرائط قيمة تتعلق بمرحلة تأسيس الحركة الكشفية، بالإضافة إلى بعض الأناشيد والألعاب الكشفية القديمة الجميلة، وهو ما يدعوني هُنا إلى دعوة جمعية الكشافة العربية السعودية بإعادة طباعة ذلك الكتاب الهام، ويؤكد أهمية ذلك منح الجمعية للمؤلف “نوط التميز في التأليف” في الحفل الوطني الأول للتكريم الكشفي بالمدينة المنورة عام 1426هـ، والذي رعاه حينه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة – آنذاك – ويُمنح عادة لمن قدم إنتاجاً متميزاً في مجال التأليف، وقد ذكر مؤلفه في إحدى المناسبات أن كتابه ذلك يُعد الإصدار الكشفي الثالث على مستوى المملكة، كما كان قد تم تكريمه في حفل تأسيس رابطة رواد الحركة الكشفية بالمملكة عام 1420هـ والذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز – رحمه الله نائب أمير منطقة الرياض – آنذاك – تقديراً لجهوده في مرحلة تأسيس الكشافة السعودية، ويُصنفه زملائه ومنهم محمد سعد الوهيبي أول أمين لرابطة رواد الحركة الكشفية بالمملكة أنه من القادة القلائل الذين يتصفون بمجمل صفات القائد الناجح ومن أهمها مرونته، وحنكته وذكاءه وسرعة بديهته وهدوءه واتزانه وثقافته العالية.
وقد أهتم بالجانب الإعلامي خلال فترة تواجده على الساحة الكشفية، حيث شارك مع المُذيع والمُعلق الرياضي المعروف علي داود في تقديم زاوية كشفية للتلفزيون السعودي، وكتب بالصحف المحلية العديد من المقالات الكشفية، ومثل بلاده في العديد من المناسبات الكشفية ومنها ككشاف المعسكر الوطني الرابع باليابان في مقاطعة(نيفون بارا)عام 1386هـ، برفقة زملائه محمود نديم وابراهيم الوابلي وعبدالكريم قاضي ومحمد مرزوق ومرزوق خميس، وكان رئيس الوفد محمد القاسم، ويساعده سليمان السويلم، كما شارك في الجامبوري الرابع للكشافة الباكستانية والذي أُقيم في كراتشي عام 1386هـ، كما كان قد شارك بالمخيم الكشفي العربي الخامس بالمغرب عام 1382هـ، وشارك في التجمعات الكشفية بمكة المكرمة الأول1384هـ، والثاني 1386هـ، والثالث 1388هـ.
شخصياً وبعد 48 عاماً أُدين لهذا القائد الكشفي أن كان ومن خلال كتابه “دليل الكشاف” السبب بعد الله في ما وصلت إليه علماً وفهماً وإدراكاً للحركة الكشفية بمجالاتها المتعددة، فقد كان قاعدة استندت عليها بداية التحاقي بالحركة الكشفية، فغرس في نفسي ما أراه اليوم من طيب الثمرات من القادة الكشفيين الذين تعاملت معهم وساهمت في وضع لبناتهم الأولى على مدارج الكشفية وصولاً إلى عمل تطوعي له قيمة.
المشاهدات : 1277
التعليقات: 0