أصعب أمر قد يحدث لأي كاتب هو أن يتحدث عن شخصية يعشقها حد الجنون لأنه مهما كتب سيجد أنه لم يعبِر عن شعوره الحقيقي الذي يملؤ قلبه ، وهذا تحديدا ما أشعر به الآن وأنا أريد التحدث عن الراحل الذي لم يرحل “غازي القصيبي” ، فالأثر الذي تركه في الشعر والأدب وحتى مناصبه الوزارية والدبلوماسية أثرا لا يمكن أن يمحى بغبار الأيام ، اليوم يمر إحدى عشرا عاما على وفاته ولكن في حقيقة الأمر هو لازال يعيش بيننا كل يوم وكأنه لم يرحل ، غازي القصيبي لم يكن شخصية خاصة بفئة معينة بل كان ابن المجتمع الذي يشعر بهذا ويساعد ذاك يتواضع مع الصغير ويحترم الكبير ، لم يبخل على أحد لا بمعلومة ولا نصيحة كان دائما معطاء يشعر بأن الوقوف مع الآخرين ليس تكرما بل واجبا لابد من القيام به ، كم أتمنى أن أسمع ذات يوم خبر إنشاء جامعة بإسم غازي القصيبي ليس تكريما لروحه الطاهرة وحسب بل تقديرا للمنبع الفكري والثقافي الذي كان يضخُه لنا ، هناك الآلاف مما تخرجوا من جامعة غازي دون أن تنشأ فقط لأنهم كانوا يتأملون أطروحاته ، كلما سئلت عن أمنيتي بلقاء أحدهم أجيب كنت أتمنى لقاء غازي ولكن القدر لم يمنحني هذه الفرصة ، إني أسعى جاهدا لألتقي يارا وسهيل لأخبرهم ما لم أستطع قوله في هذا المقال .
المشاهدات : 1988
التعليقات: 0