في الحقيقة لا أخفيكم أنني إنسان ضعيف وأتأثر كثيرا بأخبار الموت خصوصا إذا كان لأحد أعرفه على الصعيد الشخصي، وأحيانا لا أبكي أمام الناس ولكني أبكي في خلوتي كثيرا وأسترجع جميع المواقف التي جمعتني مع ذلك السخص الذي رحل، سرعان ما يمر من أمام عيني شريط الذكريات في قالب واحد وبشكل مختصر وكأنه كان جاهزا قبل موت هذا الشخص، وصلت لمرحلة الانهيار في أكثر من موقف عندما فقدت بعض أقاربي وبعض أساتذة المهنة الذين كنت أحبهم جدا إلا أن الرحمة الإلهية دائما ما كانت تعيد لي قوتي وتجعلني أتعايش مع الموقف وأؤمن بالقضاء والقدر، قبل فترة بسيطة وأنا في حالة تأمل تساءلت لماذا نبكي على الأموات بعد رحيلهم؟.. هل نبكي لأنهم ماتوا وانتقلوا لعالم آخر لا نعلم عنه شيء أم نبكي لأننا فقدنا من تعلقنا بهم وكانوا جزءا لا يتجزأ من حياتنا؟ والسؤال الأهم لماذا لا نعتاد على خبر الوفاة ونبقى نتأثر بعد رحيل أي أحد؟ بل إن البعض قد يزداد ضعفا كلما فقد أحدا في حياته ويشعر بأنه شيئا فشيء يفقد روحه التي تعيش وإن كانت على قيد الحياة، في رحلة التأمل هذه وصلت إلى قناعة شخصية تقول أننا نبكي على الأموات ندما وحسرة لأننا لم نقول لهم كل ما نريد لسبب أو لآخر.
المشاهدات : 770
التعليقات: 0