ما جرى في مراسم دفن حاكم ليبيا الإيطالي المحتل “بيترو بادوليو” لا أعتقد أن هناك من يتمنى أن يحدث في يوم مماته، في ذلك اليوم أرغمت السلطات الإيطالية علماء وأعيان البلد على حضور هذه المراسم، وكان من بين الحضور شيخ القراء في ليبيا “مختار حورية” فطلب منه الإيطاليون قراءة آيات من القرآن الكريم على روح “بيترو بادوليو”، انزعج الحضور من الجانب الليبي حينها لأنهم خشوا أن يرفض الشيخ ذلك وأن يحدث ما لا يحمد عقباه من الإيطاليين، إلا أن الشيخ “رحمه الله” تبسَم ورحَب بالفكرة وتلى بعض الآيات من القرآن الكريم
{خذوه فغلوه . ثم الجحيم صلّوه}{ ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه} { إنه كان لا يؤمن باللّه العظيم . ولا يحض على طعام المسكين}، ثم بعد أن انتهى شكره المسؤولون الإيطاليين معبِرين عن امتنانهم للشيخ، لقد كسر خاطري “بيترو” فأعتقد أنه تمنى لو لم يدعي له أحدا بدلا من أن يدعى له بهذه الطريقة، هذي الدعوات التي نسأل الله أن لا تأتينا لا في الحياة ولا حتى بعد الممات، هل تصدقون أنني تعاطفت معه حتى وهو ظالم ؟ لأن ما جناه المسؤولين عليه ليس بذنبه، وحتى لا أقع في فخ التعاطف مع الظالمين دعوني أقول أنني رحمت بحاله على الأقل، هذا لا قالك صدق “الله لا يحطني مكانه”.
المشاهدات : 1122
التعليقات: 0