ما أصعب أن نتحدث عن الواقع خصوصا عندما يكون شيئا لا يشابهنا ولا يشابه القيم الأخلاقية التي نمتلكها، ولكن الصمت أيضا لن يجعل الواقع يتحسَن ولذلك لابد أن نحاول بتغيير المشهد وإن كان مخرج الصورة راضيا عن ذلك، اليوم قيادة الرأي العام ليست بيد الكتاب أو المثقفين أو ما يسمَى بالنخبة، الحقيقة الموجعة تقول أن المشاهير والساقطين أخلاقيا هم الأكثر تأثيرا اليوم، ولكن السؤال كيف تغيَرت لعبة الكراسي ؟ وكيف سقط المثقفين على الأرض ؟ وهم الذين كانوا ذو قيمة واعتبار في الوسط الاجتماعي، أعتقد أن ما حدث في السنوات الأخيرة ليس مرتبطا فقط بطبيعة الكون القائمة على الدوران بل أيضا مرتبط بعنجهية وغرور المثقفين أنفسهم، نعم فهؤلاء لم يسقطهم أحد بل هم من قرروا إسقاط أنفسهم بسبب إصرارهم على الانزواء في برجهم العاجي، كان بالإمكان أفضل مما كان لو فقط تواضعوا وواكبوا التغير الحضاري والبيئي الذي اجتاح العالم في السنوات الأخيرة، أن تكون مثقفا ومعروفا في فترة من الزمان لا يعني أنك سنبقى متسيِدا لهذا العرش فالبقاء للمتجدد وليس لمن استند على الإرث، من المحزن أن أقول لكم أنكم لن تعودوا ما لم تغيروا عقولكم الجامدة، أنتم السبب الذي جعل مشهور التيك توك يقول “فليذهب المثقفين إلى الجحيم”.
المشاهدات : 824
التعليقات: 0