بعد أن قضيت أسبوعا واحدا فقط في وظيفتي الجديدة قررت الاستقالة بكل شجاعة، من بين جميع التجارب الوظيفية التي مريت بها في عمر قصير كانت هذه التجربة هي الأسرع، ولا أعتقد أنَها تصنَف حتَى كتجربة بل هي بمعنى أدق نهاية سريعة، لم أتمنى أن تنتهي الأمور بهذه السرعة ولكن ثمَة قواعد لم تكن واضحة بين الطرفين منذ البداية وأعتقد أنني أتحمل جزء من المسؤولية في هذا الأمر، السبب الذي دفعني لاتِخاذ هذا القرار هو أن الشركة تريد مني أن أعمل على مدار الـ 24 ساعة في اليوم بالمعنى الحرفي وليس مجازيا، لا أعتقد أن هذا الأمر مسموحا به قانونيا ولا حتى إنسانيا، فالإنسان عبارة عن طاقة ما إذا انتهت لا يمكن أن يفعل شيئا حتى لو رغب هو بذلك، للأسف أن بعض الشركات في القطاع الخاص تتعامل مع الموظف وكأنه روبوت خلق من أجل أن يفعل ما يريدوا، وطبعا هم يفعلوا ذلك مستغلَين حاجة بعض الشباب والشابات للوظائف وأيضا مستغلَين ضعف الرقابة من الجهات المعنية، إلى كل أصحاب الشركات في القطاع الخاص أنا أتفهم ما معنى أنكم تريدون أن تحققوا الأرباح المادية العالية بأقل تكلفة ولكن هذا لا يعني أن يكون على حساب حياة الموظفين البسطاء، ليس هناك دين أو مذهب يسمح بما يسمى الاستعباد الوظيفي.
المشاهدات : 697
التعليقات: 0