حبى الله الكشافة السعودية في تاريخها الطويل الذي يمتد إلى أكثر من ستة عقود العديد من القيادات الكشفية الناجحة التي أثرت الساحة الكشفية بعطائها وكان لها حضوراً مميزاً، الأمر الذي جعلها تترك أثراً وبصمة في الميدان حتى وهي تغادر المشهد لأية سبب كان، ومن بين هؤلاء القادة الناجحين الذين عرفتهم على مدى أربعة عقود هي عمري الكشفي الحقيقي تقريباً لفت نظري الأسلوب الذي يتمتع به القائد الكشفي الدكتور موفق محمد حريري، الذي تتلمذت عليه يديه عدة سنوات، ثم زاملته في كثيراً من المناسبات داخل المملكة وخارجها، كان خلالها يتمتع بشخصية جذابة، يلفت الأنظار عندما يتحدث، ويتمتع بـ “كريزما” خاصة بنبرة صوته ولغة جسده تجذب الآخرين إليه بحضور طاغي، يُثير في الجميع الحماس، وبقدرة عجيبة في التحفيز لإيصال مايريد من معلومات ومعارف وأفكار لدى من يقودهم بثقة عالية وبإبداع وتطلع فكري وتجارب جديدة.
عملت معها في معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي تُقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية موسم حج كل عام، وشاركته في اللجان الفنية، واللقاءات الأخوية، ومثلنا بلادنا معاً في مناسبات خارجية، وكنت أحد تلاميذه في إحدى الدراسات، وزميله في دراسات أخرى فوجدته شخصية تتحمل المسئولية واكتشفت مع الوقت ان هذه الميزة من أهم المميزات التي كان المسئولين يفضلونه على غيره من أجلها، فضلاً عن التكيف مع الحدث والمرونة وحرصه على وضع الأهداف المنطقية، والمعايير لتحقيقها، والقدرة على تملك مهارات الاتصال وإيصال رسالته بأبسط الأساليب حتى ليكاد يعطيك المعلومة وهو لم ينطقها، وأن نطق فصاحب صياغة ولا أروع، ومعها قدرة على تملك مهارات الاستماع ، وقدرة على الإقناع، والاستفادة من وقت فراغه وفراغ مرؤوسيه والتكيف معهم ومعرفة ماذا يريدون، كما يمتاز بالاستطاعة والقدرة على قراءة المشاعر بذكاء، يفضل العمل في مواقف الأزمة، معتمداً على القيم التي تحفز المرؤوسين فكرياً وعقلياً، معبراً عن ثقته العالية بنفسه ومرؤوسيه، وله شخصية ساحرة للآخرين، كما أن لديه خصائص فردية تشكل قدرته في الإثارة الشخصية للمرؤوسين، ومد جسور الثقة والحماس فيما بينهم وبينه، كما أن له القدرة على دفع المرؤوسين باتجاه الأداء المتوقع، لقد منحه الله أموراً جعلته يكسب احترام ومحبة الآخرين ومن أهمها الاهتمام بالشخص وتشجيع المرؤوس، ومساعدة الجميع فيما يوكلون به من أعمال، والابهار بالعمل بطريقة غير عادية، والحرص على تحقيق النتائج وصناعة التأثير الايجابي الملموس، والجاذبية الحساسة تجاه المواقف المتغيرة التي يمر بها الاخرين وفقاً لظروفهم، وأخيراً الحرص على تزويد الفريق الذي يعمل معه بالأمل والقدرة على تجاوز التحديات بالدعم المعنوي.
المشاهدات : 2242
التعليقات: 0