هل تعلمون ما هو الموجع يا رعاكم الله ؟ ليس موت الطفل المغربي ريان بل حقيقتنا المختبئة خلف عباءة النفاق، خمسة أيامٍ مضت والجميع يتحدث بصوت الإنسانية فقط لكي لا يقولوا مضت القصة دون أن يعلِق، لو كان التعاطف مع ريان نابع من القلب لأدركنا رسالته التي أوصلها لنا قبل رحيله ولكننا لا نريد، أخبرنا ريان أنَ الإنسانية لا تعترف بالأعراق أو الأديان وأنَها أسمى من أن تتوقَف عند حدود الحرب بين الأوطان وأن لا قيمة للحياة دون روح الإنسان وأن الرسالة قد ترسل دون أن تنطق باللسان، قصة ريان ليست الأولى التي يتَحد فيها العالم من مشرقه إلى مغربه لأيامٍ محدودة ثمَ ماذا ؟ ثم تعود النفس البشرية إلى خوض النزاعات بكُرهِ هذا وإيذاءِ ذاك، لست أقول أنَ الإنسانية لم تعد موجودة في بني الإنسان ولكن يحقُ لي القول أنَ مصداقيَتها قد ندرت، بصراحة شديدة لم أعد متأمِلا بأن أرى هذا العالم مليئا بالحب والسَلام لأن الوحوش البشرية أصبحت في ازدياد، أعلم أن ما أقوله خطير جداً ولكن هذي هي الحقيقة الموجعة التي لازلنا نتهرَب من سماعها، في أسفل البئر الذي وقع فيه ريان كان هناك ظلام دامس مخيف جدا لا يشابه في سواده إلا قلوب البشر ! أنا أعتقد بل وأكاد أجزم أنَ ضمير العالم لن يصحى ولو مات ألف ريان.
المشاهدات : 1012
التعليقات: 0