بعض العقول وجودها في الحياة كما السرطان لا يعالج إلا بالاستئصال، وهذا ما ينطبق تماما على أولئك الأشخاص الذين لازالوا يعتنقون أفكارا قديمة لا تواكب سرعة الزمن ومستجدَاته، قبل فترة بسيطة كنت متواجد في أحد المجالس وكان هناك رجل في الثلاثين من عمره تقريبا وكان قد تزوج منذ سنتين ويتحدث عن مشاكل الإنجاب التي تواجه زوجته بعدم اكتمال الحمل في أكثر من مرة، وأثناء الحديث عن هذا الموضوع اقترح عليه أحد الأشخاص اسم أحد الأطباء الذين كان لزوجته تجربة شخصية معه وتيسَرت الأمور معهم ولله الحمد، فقال له “انت من جدِك تقترح علي اسم طبيب رجَال عشان يكشف على زوجتي ؟ أنا ما يعالج زوجتي رجَال ويا جعلي ما جبت عيال !” كان ردَه صادم لجميع الحضور للحد الذي جعل الجميع يصمت لمدة لا تقل عن خمسة دقائق، لم يصمت الحضور خوفا من غضبه أو ردَة فعله بل استغرابا من طريقة تفكيره ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، أنا من الأشخاص الذين لا يحبون أن يتدخَلوا في قناعات الآخرين ولكن كان هناك تساؤل يدور في ذهني منذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة من المسؤول عن جمود عقل هذا الرجل ؟ من تسبَب في وصوله إلى هذه القناعات لا تكفيه الشتائم ولا اللَعنات.
المشاهدات : 1520
التعليقات: 0