قبل ثلاثة قرون من الآن أسس الأمير مانع بن ربيعة المريدي مدينة الدرعية عام (850 هـ / 1446 م) لتكون مركزًا للعلم والمعرفة والتنوع الثقافي.
ومن هذه المدينة مهَّد الإمام محمد بن سعود رحمة الله حضارة الدولة السعودية ووضع لبنتها معلنًا عن ولادة دولة عظمى على خارطة العالم.
بدأت الدولة السعودية الأولى على مرحلتين: الأولى (1139-1158هـ/ 1727 – 1745 م)، والثانية (1159-1179هـ / 1746 – 1765م) لتكون الدرعية عاصمة التأسيس للدولة السعودية.
ثم بدأت الدولة السعودية الثانية على يد الإمام فيصل بن تركي عام (1240 -1309 هـ / 1824 – 1891 م).
وفي 17 من جمادى الأولى عام 1351 هـ وُحِّدت البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيَّب الله ثراه)؛ لتنطلق مسيرة تأسيس مؤسسات الدولة ومختلف إداراتها الحكومية.
وكان الملك عبدالعزيز يدير شؤون البلاد من قصر الحكم بالمصمك، وظل كذلك حتى أُنشئ قصر المربع ليكون مقرًا لإدارة البلاد في السنين المتأخرة من حياة الملك عبدالعزيز، وبذلك تكون الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية منذ توحيد البلاد حتى يومنا هذا.
واعتزازًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود؛ فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تاريخ 24/6/1443هـ الموافق 27/1/2022م أن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية تحت مسمى “يوم التأسيس”.
ويحمل شعار يوم التأسيس دلالات متعددة؛ فالنخلة تمثل النماء والحياة والكرم، والمجلس يمثل الوحدة والتناغم الثقافي، والخيل العربي يمثل فروسية وبطولة أمراء وشجعان الدولة، والسوق يمثل الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم.
وبذلك يظل يوم التأسيس راسخًا في أعماقنا، ويوم بدينا ونحن ندرك مكانتنا في التاريخ وأصالتنا التي ورثناها من الأجداد، ويوم بدينا ونحن نحتضن المعارف ونتمسك بثقافتنا ونفخر بها.