بداية اسمحوا لي أن أهنِئكم بمناسبة دخول شهر رمضان الكريم
وأسأل الله أن ينوِر عقولكم وينقِي قلوبكم وأن تخرجوا من هذا الشهر بفائدة حقيقية وملموسة، لن أمنع نفسي اليوم من أن أكون في غاية الشفافية معكم لأن الأمر لم يعد يطاق ! في كل عام يتكرَر المشهد في رمضان فترى ذلك الشخص الَذي يشعرك بأنَه الصَائم الوحيد في هذا الشَهر وكأنَ الصِيام لم يفرض إلَا عليه وحده، كلَما تحدَثت معه في شيء وجدته غاضبا متأفِفا من شدَة الضَجر وإن سألته ما بك ؟ قال لك “أنا متعب لأنَني صائم”، يشعرك أحيانا بأنَه يصوم بالإجبار والإكراه وليس بالرغبة وإن كان هذا صحيح فعلى هذا الشخص أن يدرك أنَه ليس مضطراً للصِيام فالغاية من هذه العبادة هي تهذيب النَفس وإن لم تكن ترغب بذلك فتوقَف وتذكَر أنَ حسابك مع الله وليس مع بني البشر ! الفئة الأخرى التي لا أفهمها أيضا ولا أعرف إن كانوا يعرفون ما الحكمة من رمضان هم أولئك الأشخاص الذين يكونوا في النهار متديِنين وفي اللَيل منافقين ! لست مجبرا لأن تدَعي التَدين بأداء عبادات رمضان إن لم يكن لها تأثير على روحك الدَاخلية، قبل أن تحسب عدد الصفحات التي ستقرأها من القرآن احسب كم درسا تعلَمته في تهذيب ذاتك ! إن خرجت من رمضان مثلما دخلت إليه فاعلم أنَك مسكين.
المشاهدات : 1060
التعليقات: 0