الإنسان خلال حياته يحتاج إلى عناصر مادية ليكون قادراً على الحياة كالغذاء, والشراب, ويحتاج أيضاً إلى عناصر قادرة على جعله فاعلاً في هذه الحياة كالتعليم, والإبداع, ولعل أهمية العناصر الفاعلة تساوي بل تفوق أهمية الحياة لمجرد التواجد لأكبر فترة ممكنة فوق الأرض؛ فالإنسان لن يستمتع بهذه الحياة ما دام خاملاً؛ إذ أن الخمول يدمر الشخص ومن حوله ومجتمعه وأمته.
فالتعليم أحد أهم عناصر الحياة التي تعطي للإنسان قيمة ومعنى لوجوده؛ فبالتعليم نكتسب المهارات, وبه نستقي الخبرات, وبه نحصل على المعلومات, وبه نبتكر الإبداع, فالمعرفة التي ابتدأت عهد أبونا آدم, وبعدها مازالت المعرفة قائمة وتستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, فالتعليم أحد أهداف الرسالات السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل وكانوا معلمين للإنسانية بالدرجة الأولى, فاستطاعوا بتوفيق الله أولاً ثم بمجهوداتهم الجبارة أن يوصلوا الإنسان إلى مرحلة بأن يكون قادراً على ذاته, وهذا يظهر بقول الحق عز وجل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا), فالإنسان بفطرته اعتمد على ما أرسل الله من الشرائع وعلى ذاته ليكون قادراً ومؤهلاً لاستلام مهمة الخلافة في الأرض.
التعليم أساس فهم الكون ومن فيه, فبه استطاع الإنسان أن يشاهد الأرض وخارجها, وأن يلمس سطح القمر, وأن يعرف تفاصيل الكون وقياساته, وهو الذي جعل الإنسان يغوص في أعماق الأرض ويتنقل بين أدق الكائنات.
التعليم يساوي بين الناس ويآخي بينهم, ويلغي الفوارق بينهم, ويعلي من قيمهم ويعدل بينهم, وتسود المساواة والمحبة بينهم, فكلما كان الإنسان عالماً أضفى الله عليه نوراً وجلالاً من عنده, ويجعله أكثر تواضعاً وبالتالي يكون أكثر قبولاً عند الناس. فهنا نقول لهذا كان التعليم !