يعتقد بعض الشَباب أنَ مقياس الرُجولة الحقيقي متوقِف على مدى سُلطته وتسلُطه على جميع النِساء من أفراد عائلته، ويظن أنَه بذلك يفرض هيبته ولكنَه في الواقع يثبت بأنَه ليس رجلاً بما فيه الكفاية، شاهدت قبل أيَام بسيطة مقطع متداول لشاب في مقتبل العمر كان مشاركاً في أحد البرامج التِلفزيونية المباشرة واتَصلت به والدته من أجل أن تقدِم له الدَعم النَفسي والمعنوي إلَا أنَه تصرَف بوقاحة ورفض الرَد عليها وطلب قطع الاتِصال، وعندما سأله المذيع لماذا تفعل ذلك ؟ قال ” صوت المرأة عورة ! ” لنفترض جزافاً بهذا المنطق الأعوج أنَ صوتها يثير الرِجال هل تعتقد بأنَ هذا الكلام ينطبق أيضاً على الأمَهات اللَواتي نشعر بأنَ أصواتهن فيها شيئاً من طمأنينة الجنَة ؟ بعيداً عن كل هذا هل سألت نفسك ما هو شعور والدتك عندما وضعتها في موقفٍ محرج كهذا ؟ هل فكَرت ولو للحظة ما إذا كان النَاس سيقومون باحترامك أم بالاستنقاص منك ؟ وكان الاتِصال من أمِي لأخبرتها أمام الملأ بأنَ صوتها أجمل ما سمعت أذني وأنَ هذه المكالمة هي من جعلت لظهوري على الشَاشة قيمة وأنَ هذه الحلقة ستبقى الأجمل والأغلى في حياتي فقط لكونها كانت جزءاً منها، باختصار صوت المرأة ليس عورة وأصوات الأم والأخت والزَوجة والابنة شرف لا يستعير منه الرِجال.
المشاهدات : 653
التعليقات: 0