يعيش شبابنا اليوم حالة من التحدي والإصرار والمثابرة، والسعي الحثيث إلى الوصول للهدف الريادي، بعد عناء الدراسة والكفاح والتخرج ونيل الدرجات العالية، والذي يطمح له كل شاب في تكوين مستقبله بشكل لائق وجيد يحقق شعوره ورضاه النفسي والاجتماعي، وبناء أسرته وحياته المستقبلية، وينعكس ذلك في خدمة وطنه ومجتمعه، وهذه النظرة تدل على رقي الطموح ورفعته، وعدم الرضاء بالدون.
فالتحديات والصعوبات تصنع الأمجاد وتُخرج من جوف المحَن مِنح، ومن الشدائد فُرص، ومن التجارب عزيمة، لا يأتي ذلك إلا لمن حباه الله عز وجل بمزيد من الصبر والرضا والقناعة، والتفاؤل بأن الرزاق قادر على كل شي، وبيده كل شي سبحانه وتعالى، فأمره بين الكاف والنون(كن فيكون)، ومن الأمثلة الجميلة التي سمعتها سابقاً “السمكة القوية هي التي تسير عكس التيار”، لاتسامها بالمقاومة والتحدي للوصول للهدف، فكذلك طبيعة الشاب المتفائل لا يركن في أول تحدي، بل يحاول ويطور من نفسه ويبذل الجد والاجتهاد والتجربة حتى يصل لما يريد.
والمملكة العربية السعودية اليوم تعتبر من أقوى الدول اقتصادياً، وهي محط أنظار العالم أجمع بقيادتها الرشيدة – حفظها الله – وبخططها الاستراتيجية ورؤيتها الطموحة، وهذا الأمر يزيد المثابرين في ميدان التنافس قوته، ونماء، مقصدي من هذا الطرح هو عدم اليأس، حتى لو ضاقت السبل، ومحاولة الاستفادة من خطط بديلة كتطوير القدرات عبر مواصلة التعليم، والإلحاق بالدورات التدريبية، والمشاركة في الفرق التطوعية والأعمال المجتمعية، والسعي إلى بناء السيرة الذاتية بشكل جيد وجذاب تتنوع فيها الخبرات والمهارات والتخصصات، لما تحتوي من أبعاد يزيد من فرصة الوصول للهدف، سائلاً الله العلي القدير أن يوفق الشباب لكل خير ويجعلهم لبنة صالحة لمجتمعهم ووطنهم، ويرتقون بطموحاتهم نحو المعالي، ويرسمون المستقبل المشرق، والتركيز على العيش بأهداف واضحة بعد رضاء الله عز وجل وتوفيقه.